المصريون وثورة لبنان

دعوا المصريين يمارسون رجولتهم ويظهرون ذكوريتهم ولو في تعليق ساخر أو إشارة ماجنة إلى جمال بعضهن في بعض بلادنا المنكوبة.

بل اضحكوا أيضاً -ولو قليلاً- قبل أن تبكوا على حال أمة ووطن ضيعناه فلم نصنه كالرجال لنبكي عليه -ولو كثيراً- كالنساء.

واعجباً لأمة تذوق الجوع والعطش وفي الكتاب سبقت لهم من الله الأسباب، ووغد يهين كرامتهم ويمتهن ليل نهار عزتهم، ويسب بلادهم ويحقرها بما لم ير مثله قط ولو من يهودي، فيصفها بشبه الدولة..

آه يا وطني وآه يا أمتي ما فعل بك الخائن الخسيس يوم خذلك القريب الضعيف، أولئك الذين مزقوك بين فجور الأول وخور الثاني، وكأن لسان حال بعضهم يقول: ما الذي أتى بي إلى هنا؟! وما شأني بكل هذا الصراع؟! ولماذا أنا وكيف ولم وأين؟!

دعوهم يتناسون الرجولة المفقودة يوم امتهنت النساء وسيقت كالسبايا في عربات الاعتقال وزنازين الطغاة، تبكي إحداهن وتنوح وقد سيقت مخدرة وكشفت مجبرة وفي القصور تصان بنات مليكة وانتصار الصفيقة.

واعجباً لأمة تذوق الجوع والعطش وفي الكتاب سبقت لهم من الله الأسباب، ووغد يهين كرامتهم ويمتهن ليل نهار عزتهم، ويسب بلادهم ويحقرها بما لم ير مثله قط ولو من يهودي، فيصفها بشبه الدولة والبلد الضائع الكاشفة ظهرها كبغي والعارية كتفها كعاهرة تعودت العري، وبعد كل آية تلمودية وسبة حاخامية لمصر يحييها وخلفه المتصهينون في أرضها كتحية فاجر لمأجورته في ماخور يتربح منه يهودي بعرضها وشرفها.

تلك هي قيمة مصر عندهم، وشيخ خائن وعريف قاتل وشرطي مارق وولاة ظلمة وجباة فسقة.

آه يا مصر لو تعودين يوماً ما كما كنت عظيمة ولو أن تجارى بشلوي عقب الطير في سمائك أو تنخر بعظمي في ثراك الحفائر.

ابكوا بدل الدموع الدم واصمتوا أو قوموا فاعزموا عليهم عزمة رجل واحد -رجل بحق- ثم تزوجوا من النساء ما شئتم مثنى وثلاث ورباع، أو تسروا بأحلامكم التعيسة واصمتوا .


التعليقات