السلفية بين (الهدم / والتذويب / والسيطرة)

حظيت التيارات السلفية باهتمام خاص في تقارير راند وغيرها، سواء باعتبارهم لها الممثل الأبرز للأصولية الفكرية والأبعد عن الحداثة، أو باعتبارهم لها المنتج الأكبر للجهادية الحركية المعادية للغرب ولأوليائه.

وعلى مستوى الواقع على الأرض يمكننا أن نميز ثلاثة أدوار كبرى قامت بها ثلاث فئات، لكن من خلال إدارة واحدة، ولتحقيق هدف واحد ضد الحركة الإسلامية:

الدور الأول:

هدم الحركة الإسلامية وتفتيتها، وإسقاط شرعيتها في مواجهة العلمانية التابعة للغرب. وقد قام ولا يزال بهذا الدور من عرفوا باسم (التيار المدخلي) الغالي في تبديع الإسلاميين بطوائفهم، والمتفاني في التبعية للأنظمة العلمانية.

الدور الثاني:

تذويب الأفكار السلفية القوية، في منتج سلفي لطرح وممارسة (الدعاة الجدد) البعيدة عن كل عناصر الصراع، والمتعايشة مع أعداء الإسلام. وقد قام ولا يزال بهذا الدور من يمكن أن نسميهم بتيار (سلفية الفضائيات) والذي يمثل البديل المتعايش مع العلمانية والمخاصم لأعدائها من الإسلاميين.

الدور الثالث:

السيطرة على الحالة السلفية، واختراق الحالة الإسلامية، بكتلة حركية ذات رموز علمية، لتكون بديلا منافسا للتيارات ذات الفكر والحركة، وللقيام بإجهاض أي فرصة قوة للإسلاميين مقابل العلمانيين. وقد قام ولا يزال بهذا الدور تيار (الدعوة السلفية) السكندري المركز، وصاحب التنسيقات الأمنية المتكررة ضد غيره من الإسلاميين.

كيف أثر ذلك على التيار السلفي والواقع الإسلامي؟
ما المتغير الذي طرأ على المشهد؟
ما الامتدادات الحالية لذلك في واقعنا الحالي؟… وأسئلة أخرى، وإجابات عنها فيما يأتي بإذن الله..

ملاحظة: المقال منقول من كتاب ملف التغيير تحت فصل غزو من الداخل، على أن نستكمل باقي الفصل في القادم من المقالات.

التعليقات