هل كان قتل قاسم سليماني عملا جنونيا طائشا؟!

هلاك قاسم سليماني ونائبه المهندس ليس عملا من أعمال الجنون الطرامبية.. بل هو عمل مدروس له أهدافه..

فمن جهة وضع الولايات المتحدة تحت ضغط الحرب أو المواجهة الخارجية، وهو ما يجعل الشعب يلتف حول (قائده) الموجود أيا كان لحين انتهاء هذا الضغط.. وبالتالي يخرج ترامب من إشكالية مساءلته بالضغط على الرئيس الأوكراني من أجل إحراج بايدن المرشح المحتمل للرئاسة، وحتى بافتراض خروجه منها سالما بتصويت مجلس الشيوخ، وهو الأرجح، فإن الواقعة ستؤثر عليه بطريقة سلبية في الانتخابات القادمة، فكان لابد من (إشعال) الموقف خارجيا، ليلتف حوله الشعب داخليا!

إن (تحريك) إيران على الصعيد الراديكالي العسكري من الأهداف الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، إذ إن حركتها العنيفة في المنطقة هي جواز شرعية التواجد الأمريكي..

ومن جهة أخرى فقد تساءل الذين دفعوا المليارات لترامب عن تعهداته بمواجهة إيران، وتساءلوا عن مقابل (الفاتورة) التي تم دفعها، ومثل هذه العمليات نوع من سداد الفواتير، أو تقديم السلع الجديدة لسداد فواتير جديدة يتم استخدامها أيضا داخليا بالمفاخرة بما حصل عليه من ثرواتنا أمام أنصاره!

وهو في هذا بين أمرين:

إما ألا ترد إيران، أو ترد برد ضعيف، فيستعمل هذا السكون أو الرد الضعيف في الترويج لانتصار، كأي ديكتاتور من ديكتاتورياتنا..

أو ترد رد عشوائي متهور، فيتمسك أمام الشعب الأمريكي بضرورة (الالتفاف) حول القيادة لمواجهة البعبع..

ومن جهة ثالثة فإن (تحريك) إيران على الصعيد الراديكالي العسكري من الأهداف الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة، إذ إن حركتها العنيفة في المنطقة هي جواز شرعية التواجد الأمريكي وسلعة الفواتير التي يتم تحصيلها، وعلى الصعيد الإسرائيلي، فإنها (العدو المشترك) الذي يجمع بين الدول العربية (السنية) وبين إسرائيل، وقد لوحظ أن حركتها في الفترة الأخيرة اتجهت أكثر للعمل السياسي والضغط السياسي، أكثر من التحرك العسكري، فكان لابد من إشعال (بوجيه/شمعة احتراق) ينتج عنها (دوران) المحرك!

إنها خطوة تخرج عن حد جنون طرامب المعهودة، إلى حدود التخطيط الراقي للوصول إلى أهداف متعددة، باصطياد عصفور واحد…

ومن جهة رابعة فإن مقتل سليماني من أعمال الترويج الإيراني، بحيث تظهر إيران دائما أمام الشعوب المسلمة على أنها المواجه الوحيد لأمريكا، فيزداد ثقلها وحجمها الشعبي غير الحقيقي، بحيث تبقى، وتعادل الوزن التاريخي والديموجرافي للشعوب المسلمة السنية، فيستمر الصراع بينهما، وتتعادل القوى، وتتقارب الكفتين، ولو نظريا، فيستمر التواجد الغربي عامة والأمريكي خاصة، وينهك كل من العرب والفرس الآخر..

إنها خطوة تخرج عن حد جنون طرامب المعهودة، إلى حدود التخطيط الراقي للوصول إلى أهداف متعددة، باصطياد عصفور واحد…


التعليقات