خطة حصار الحركة الإسلامية

تم اختيار ودعم (المدرسة الصوفية العلمية) والتي ظهر على واجهتها العلمية د.علي جمعة، وعلى واجهتها الدعوية ش.الحبيب الجفري، لتعيد المدرسة كلا من (الاعتبار / والانتشار) للتصوف مرة أخرى في قطاعات واسعة من المجتمعات المسلمة.

وخطورة مدرسة الدعاة الجدد كمنت في منافستها للحركة الإسلامية على رأس مال وجودها، إنهم الشباب الجامعي، الذين قد لا يميل أكثرهم للتصوف، لكنهم يريدون حركة أخلاقية متاحة..

تلك القطاعات المحبة والموالية للدين بشكل فطري وتقليدي في آن واحد، يقوم التصوف بإشباع احتياجاتها من جهة، ويصنع حاجزا بينها وبين الحركة الإسلامية من جهة أخرى، إذ مثلت تلك القطاعات سابقا البيئة الحاضنة والمغذية للحركة الإسلامية [راجع ما جاء في تقارير الأجهزة الأمنية الناصرية، عن كتاب (قذائف الحق) للشيخ محمد الغزالي].

كما تم اختيار ودعم مدرسة الدعاة الجدد [أخلاق وعمل خيري] والتي ظهر على واجهتها أ.عمرو خالد وآخرون يتفاوتون قربا وبعدا بالنسبة لخطها المرسوم، فتم إعطاؤهم حرية في الحركة تفتقدها الحركة الإسلامية في ظل الاستبداد، كما تم إعطاؤهم إمكانيات حضور إعلامي مميز، ليقوموا بالترويج لمشروعهم، وببناء مؤسساته وبرامجه على الأرض.

وخطورة مدرسة الدعاة الجدد كمنت في منافستها للحركة الإسلامية على رأس مال وجودها، إنهم الشباب الجامعي، الذين قد لا يميل أكثرهم للتصوف، لكنهم يريدون حركة أخلاقية متاحة، تحقق لهم إرضاء دينيا وإنسانيا (بديلا) عن الذي تقدمه الحركة الإسلامية المحاصرة في ظل الاستبداد.

لقد أكد تقرير راند (2004م.) على أهمية استهداف فئتين من المجتمع (الشباب والنساء) باعتبارهما الأكثر قابلية (للتأثر / والتأثير) في آن واحد، وللأسف فقد نجحت خطة حصار الحركة الإسلامية بدرجة لا بأس بها في مرحلة ما قبل ثورة يناير، لكن..

ما متغيرات الواقع التي أثرت على خطتهم؟
هل لهذه الخطة امتدادات حالية؟… وأسئلة أخرى، وإجابات عنها فيما يأتي بإذن الله..

ملاحظة: المقال منقول من كتاب ملف التغيير تحت فصل غزو من الداخل، على أن نستكمل باقي الفصل في القادم من المقالات.

التعليقات