لحظات مفصلية وتاريخية

انتقل الصراع نقلة استراتيجية من أطراف العالم الإسلامي إلى قلبه بالشام ومصر …لذا ازدادت وتيرة دموية الغرب وحلفائه ووكلائه …وبدأ تنفيذ مخطط لإعادة ترسيم المنطقة وبناء تحالفات جديدة …

ومن أبرز تجليات ذلك في الآونة الأخيرة التقارب الإيراني الأميركي ..وما تلاه من مستجدات على الأرض في مصر والشام وتركيا:

ففي مصر:

تزايد معدل المجازر والانتهاكات ضد الإسلاميين بدعم غربي قوي،وبدأ يظهر تنسيق قوي مع حكومة المالكي عراقية الشكل صفوية الانتماء، فوفقا لجريدة الأهرام زار وفد أمني عراقي مصر يوم الاثنين 6 يناير2014 في زيارة تستغرق أربعة أيام لبحث سبل دعم علاقات التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتبادل المعلومات والخبرات، ويتزامن مع الزيارة حملة المالكي الدموية على أهلنا بالأنبار، مصحوبة بدعم علني أميركي روسي فرنسي بزعم مكافحة الإرهاب.

وفي الشام :

اشتدت محاولات بث الفرقة بين فصائل المقاومة سواء من خلال حدوث اختراقات لبعض الفصائل المجاهدة أثمر تبنيها لخطاب إقصائي أو من خلال تكوين صحوات عرعورية بدعم خليجي مباشر لاستئصال التيارات المجاهدة بالتوازي مع غض الطرف عن دخول مليشيات شيعية لبنانية ويمنية وعراقية وإيرانية وبحرانية للساحة السورية.

وفي تركيا:

بدأ تنفيذ مخطط لاسقاط أردوغان باستخدام أدوات محلية(شرطة -قضاء- إعلام- مع تربص عسكري) مما يفقد الثورتين المصرية والسورية أحد أبرز الداعمين السياسيين لهما ….وهو ما علق عليه الجنرال التركي المتقاعد توكار ارترك قائلا( الحرب الضروس القائمة بين جماعة غولن وحزب العدالة «ليست من أجل تقاسم الكعكة، بل لأن إردوغان بدأ يشكل عقبة في مواجهة القوى العظمى فتم اتخاذ قرار بإنهائه، لأنه أصبح عبئا ولا يمكن التحكم به ولا يمكن توقع ماذا يمكن أن يفعل، أي بمعنى آخر خرج عن السيطرة، ولهذا قررت القوى العظمى الاستمرار بمشروعها من دون إردوغان ) كما لا يمكن تجاهل اشتعال الصراع الحوثي السلفي في شمال اليمن ..وبدء موجات من التفجيرات والتفجيرات المضادة بلبنان ….وازدياد القلاقل بليبيا …

وهو ما يشير إلى إن قلب العالم الإسلامي يمر بمرحلة تاريخية خطيرة لها ما بعدها .. تزداد فيها فرص التغيير الجذري والحقيقي …فالأعداء صاروا أكثر تمايزا ووضوحا..والصراع تحول من النخبوية(تشترك به جماعات وتيارات) إلى الأممية (دخلت فيه الشعوب المسلمة لتقدم التضحيات بثبات نادر) …والأطروحات الوهمية انكشفت وسقطت ..والصفوف الداخلية تمايزت…والغرب يمر بمرحلة انكماش اقتصادي وفشل عسكري ….كما أن البشارات النبوية تدل على أن بعد زوال الملك الجبري (وقد بدأت مرحلة زواله) ستكون خلافة على منهاج النبوة .


التعليقات