السيسي وبطاقة التموين!

ولتجدنهم أحرص الناس على … حياة!

السيسي وبطاقة التموين!

نجحتم في اختبار السيسي .. فأكملوا .. ولكن في الوقت المناسب!

عندما خرجت بعض المظاهرات على استحياء تراجع الطاغوت عن عنجهيته، وأصبعه الذي كان يشير ويشيح به لأهل مصر مهددا ومتوعدا: اللي هيقرب منها هشيلو من فوق الأرض!

إنه الحنجوري الذي نشأ ورضع على لبان الذل والمهانة، ويخفي هذه النشأة بجعجعة فارغة، إنه يؤكد ما ذكرناه سابقا من الفروق بينه وبين مبارك، وأنه لا تنطبق عليه قاعدة العرب: أن (الملوك إما إلى القصر أو إلى القبر)، فالملك الحقيق لا يقبل الذل، فيفضل أن يموت على أن يفقد عرشه أو… (قصره)، لكن صاحبنا لا إشكال عنده ولو فقد… أعز ما يملك! المهم لا يدخل القبر!

عندما وقعت أحداث 18 و19 يناير 1977م التي أسماها السادات (انتفاضة الحرامية)، وأسماها البعض (ثورة الخبز) بسبب تخفيض الدعم عن السلع الأساسية كالخبز والسكر… لم يجد السادات بدا من (التراجع) بالرغم من الحملة الإعلامية الشرسة التي صاحبت تلك الأحداث..

إنه الحرص على (حياة) لا (الحياة)، والنكرة في الأولى – وهو ما نصت عليه الآية الكريمة – تفيد تمسكهم بالحياة، مهما كان فيها ذل ومهانة، ولهذا كانت هذه القراءة أولى من قراءة أُبَيّ (الحياة)، ويكون المعنى – على الأليق من أوجه الآية -: ولتجدن اليهود أحرص على الحياة من سائر الناس ومن الذين أشركوا!! العجيب أنها نزلت في اليهود!! لاحظ: اليهود!!

عندما وقعت أحداث 18 و19 يناير 1977م التي أسماها السادات (انتفاضة الحرامية)، وأسماها البعض (ثورة الخبز) بسبب تخفيض الدعم عن السلع الأساسية كالخبز والسكر، ورفع جزئي للدعم عن المحروقات (البنزين والسولار)، فزاد سعره، لم يجد السادات بدا من (التراجع) بالرغم من الحملة الإعلامية الشرسة التي صاحبت تلك الأحداث، والاعتقالات العشوائية لبعض القيادات الشعبية، والأفراد العاديين بغرض (إرهاب) الجميع.. إنها الطريقة ذاتها في معالجة المواقف، طريق الذليل الذي قفز على رأس سلطة لا يستحقها، فلن تأخذه الزعامة والعنجهية أمام الضغوط، بل سيرضخ ويذعن، مهما كان مصابا بجنون العظمة الناتجة عن حالة العوز والقهر أول الحياة العملية – وراجع في ذلك ما ذكره هيكل في فصول من كتابه خريف الغضب لتعرف أصل السادات ودونية نشأته –

لكن العجيب أن (التراجعات) التي أبداها السادات ويقوم بها الآن السيسي بقراره بإعادة حوالي 2 مليون مواطن تم حذفهم من البطاقات التموينية، وكأنه يقرأ من نفس الكتالوج، ويُعَبِّر ويُفَسِّر حلمه ورؤيته التي ذكرها مفاخرًا بها، العجيب أن هذه التراجعات لم تغنِ عن (مقتل) السادات في أوج قوته، وبين جنوده، وفي أُبَّهة بزته العسكرية المستوحاة من بزة هتلر.. قتل وانتهى أمره بعد حوالي أربع سنوات من انتفاضة (الحرامية).. إنها كرة الثلج التي تتدحرج، وتكبر، ويكثر حولها الأتباع، ليكونوا لُحْمتها، فلا يمكن إيقافها (بمخدرات) التراجع الساداتي أو السيساوي.. وإن غدا لناظره… قريب إن شاء الله!


التعليقات