ومن الحكمة في أسلوب التبليغ..

أولا: التناسب الدقيق بين صيغة التبليغ وموضوعه

فإذا كان الموضوع موضوعاً غيبياً مثلاً؛ فإنه يلزم في أسلوب الحديث عنصر التشبيه والمقارنة بين الغيب والشهادة.

مثال قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في البعث (والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون) وقوله في النشور: (ثم ينزل ماء من السماء يشبه المني فينبت الإنسان من الأرض كما ينبت النبات)(1).

وقوله في المرور فوق الصراط: (كالبرق و كأجاويد الخيل)(2)…. في الصحيح رواه البخاري ومسلم.

وقوله صلى الله عليه وسلم في وصف النار: (ناركم هذه جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم ولو لم تطفأ بالماء سبعاً لما انتفعتم بها)(3)، وقوله : ( أشد ما تجدون من الحر فهو من فيح جهنم)(4).

ثانيا: كما يلزم الربط بين الغيب والشهادة من خلال الواقع و الأحداث و الأشخاص

فمن خلال الواقع يربط رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الجنة والقتال فيقول: (الجنة تحت ظلال السيوف)(5).

ومن خلال الأشخاص يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (يا بلال لقد سمعت وقع أقدامك في الجنة فماذا تفعل) (6) فيقول: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما توضأت وضوءاً إلا صليت ركعتين.

ويشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلي الرجل و يقول: (من أراد أن ينظر إلي رجل من أهل الجنة فلينظر إلي هذا الرجل)(7).

———————————
(1) أخرجه البخاري في تفسير سورة النبأ (689 ـــ 690/8): ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل…. الحديث وفي مسلم نحوه رقم (2940).
(2) أخرجه مسلم رقم (110/ 6) عن عائشة. و أنظر المسند (110/6) عن عائشة.
(3) البخاري (330 /6) ومسلم (2843) عن أبي هريرة.
(4) أخرجه البخاري (330/6) ومسلم رقم (617) عن أبي هريرة.
(5) البخاري (33/6) و مسلم رقم (1742) عن ابن أبي أوفي.
(6) أخرجه الترمذي رقم ( 3689 ) وقال (هذا حديث صحيح غريب) وهو كما قال.
(7) رواه مسلم رقم (14) عن أبي هريرة.
ملاحظة: هذا النقل من كتاب حكمة الدعوة للشيخ رفاعي سرور رحمه الله.

التعليقات