ديكتاتوري المُفَضَّل.. لماذا اعتبر طرامب السيسي ديكتاتوره المفضل؟!

بداية نؤكد أن طرامب يراهم (جميعا) مستبدون وديكتاتوريون، فلا فرق بينهم من هذه الجهة، لكنهم (ليسوا سواء) لديه، بل منهم من هو (مُفَضَّل) ومنهم من هو أقل تفضيلا، لكنهم يشتركون في الصفتين: الاستبداد، والقرب من طرامب!

ومعيار الكاوبوي الأمريكي طرامب تختلف بالطبع عن المعايير الأخلاقية أو السياسية أو نحوها، فهو لا يعرف إلا الانتهازية، فهي معياره (المفضل) أيضا..

الديكتاتور المفضل لدى الكاوبوي طرامب يبقى هو السيسي..

وإذا كان بوتين ديكتاتورا، وساعد طرامب على الوصول (إليكترونيا) إلى المكتب البيضاوي..
وإذا كان الخليجيون ديكتاتوريين وساعدوه بمال (بالهبل) ليقنع الأمريكيين بقدراته (الاقتصادية) وتحقيق الرفاهية لهم..
وإذا كان الإسرائيليون قد ساعدوه لتضليل الرأي العام الأمريكي والضغط في الداخل الأمريكي..
وإذا كان عملاء أمريكا من الأفغان ساعدوه لتحقيق رؤيته السياسية بالخروج من أفغانستان..
وإذا كان بعض أصدقائه الأوربيين اليمينيين قد ساعدوه لتشكيل حلفه العنصري..

فإن الديكتاتور المفضل لدى الكاوبوي طرامب يبقى هو السيسي..

نعم .. السيسي .. بالرغم من أنه لم يعطِ أموالا سائلة كما أعطى الخليجيون، ولم يضغط داخليا كما ضغطت الجماعات والمنظمات الصهيوينة، ولم يساعده كما ساعده بوتين… هل تعلم لماذا يبقى ديكتاتوره المفضل؟!!

إن كلمة السر تكمن في انتهازية طرامب، وعطاء السيسي بغير حساب، وبطريقة طوعية..

إنه العطاء بلا ثمن، أو بثمن غاية في البخس، فقط… لا تنتقدني، واتركني أقتل وأعبث كما أريد..

فكل من ساعد طرامب لا يرمي من مساعدته إلا الحصول على بعض المكاسب، فيضطر طرامب إلى (العمل) من أجل سداد الفاتورة، وربما تكون باهظة، كما في حالة بوتين، وربما تكون غير مكافئة لما يحصل عليه، كما هو الحال في الصورة الخليجية.. لكن الحالة السيسية تختلف عن جميع الصور، أنه يعطي طرامب ما يريد وما لا يريد، ما يطلبه نصًّا، حتى وإن كان باهظ الثمن، وما لا يطلبه أيضًا، كالكلب الذي يخدم سيده بوفاء شديد، ويتقافز حوله يمنة ويسرة لإرضائه وإدخال السرور عليه..

إنه العطاء بلا ثمن، أو بثمن غاية في البخس، فقط… لا تنتقدني، واتركني أقتل وأعبث كما أريد.. إنه طلب (سلبي) أي طلب (صامت)، أما غيره فيطلب طلب (إيجابي)، أي تقديم عمل أو قول أو نحوها، يزيد ويكثر بحسب البائع والمشتري، ومهارة كلٍ منهما في تحصيل أكبر نفع من الآخر، أما السيسي فإنه يعطي عطاء (الواهب)، بغير ثمن، وبدون أن يملك تلك الهبة، فيسرف في العطاء، على كافة الأصعدة، سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وأمنية… لمن يعرف أنه لا يستحق، سواء الواهب أو الموهوب.. إنه حقًّا… ديكتاتوره المُفَضَّل!!


التعليقات