أُوبدولا حليف الإمارات في أميركا اللاتينية

مع تزايد التوتر بين الإمارات والسعودية من جانب، وإيران من جانب آخر، تنامت جهود الإمارات لرصد أنشطة التنظيمات المقربة من طهران في أنحاء العالم، وبالأخص التنظيمات التي تمول أنشطتها من الاتجار في المخدرات وعمليات التهريب. فتحت غطاء مكافحة الإرهاب والاتجار في المخدرات، يعمل جوهان أُوبدولا على تتبع أنشطة حزب الله اللبناني في أمريكا الجنوبية، وذلك من خلال المنظمة التي يرأسها، والتي تُدعى المنظمة الدولية للأمن والاستخبارات (IOSI).

تضم المنظمة الدولية للامن والاستخبارات (IOSI) عددا من الخبراء البارزين في مجال الأمن والاستخبارات. ويشغل مسعود عزيزي، نائب وزير الداخلية الأفغاني، منصب عضو مجلس إدارة المنظمة التي تقوم بتدريب قوات الشرطة الأفغانية.

جوهان أوبدولا هو كندي من أصل فنزويلي، هرب من فنزويلا عقب تولي الرئيس الراحل هوجو تشافيز للحكم في عام 1998 . وقد عمل أوبدولا لمدة تزيد عن 25 عامًا في مجال الأمن وإنفاذ القانون. وسبق أن تولى منصب مدير قسم استخبارات الشرطة في فنزويلا قبل أن يتولى في عام 1993 منصب المدير الإقليمي لعمليات مكافحة المخدرات بفنزويلا. ويعمل أوبدولا حاليا حسب تعريفه لنفسه على موقعه الشخصي كمحلل جيوسياسي للاستخبارات، حيث يغطي قضايا أمنية مثل: مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المخدرات، وتحليل وتطوير وكالات الشرطة، وبالأخص في نصف الكرة الغربي (أمريكا اللاتينية والكاريبي).

أما المنظمة الدولية للأمن والاستخبارات (IOSI) التي يرأسها أوبدولا، فهي منظمة كندية غير حكومية تأسست في عام 2013، ويقع مقرها الرئيس في فانكوفر بكندا، وتضم ممثلين في أكثر من 15 دولة من بينها الإمارات العربية المتحدة، والبحرين، والمملكة المتحدة، وألمانيا، المكسيك، وأميركا، وإندونيسيا. وتختص تلك المنظمة بتعزيز أفضل ممارسات الأمن والاستخبارات فيما يتعلق بالأمن الداخلي للمطارات والموانئ والحدود وعمليات الشرطة، فضلا عن تقديم برامج متخصصة في مجالات: مكافحة الاتجار بالبشر، وغسل الأموال، والجريمة المنظمة والعصابات والإرهاب والمخدرات. وذلك عبر تقديم المساعدة المهنية والمتخصصة، والتدريب، والاستشارات لوكالات إنفاذ القانون، والجيش، والأمن، والقطاع الخاص.

يتمتع أوبدولا بعلاقات جيدة مع الإمارات استنادا لصداقته مع فهد بن الشيخ مدير مؤسسة “Autism Trust Foundation (ATF)” الخيرية، والتي يرأسها ولي عهد أبو ظبي…

تضم المنظمة الدولية للامن والاستخبارات (IOSI) عددا من الخبراء البارزين في مجال الأمن والاستخبارات. ويشغل مسعود عزيزي، نائب وزير الداخلية الأفغاني، منصب عضو مجلس إدارة المنظمة التي تقوم بتدريب قوات الشرطة الأفغانية. أما ممثل المنظمة في فرنسا وعضو مجلس إدارتها، فهو ماريو ساندوفال وهو ضابط فرنسي من أصول أرجنتينية، اتهمته السلطات الأرجنتينية سابقا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية خلال عهد الجنرال جورج رافائيل فيديلا الذي وصل للسلطة عبر انقلاب عسكري في عام 1976، ونفذ خلال حكمه الذي استمر إلى عام 1983 مجازر واسعة شهدت مقتل قرابة 30 ألف شخص.

يتمتع أوبدولا بعلاقات جيدة مع الإمارات استنادا لصداقته مع فهد بن الشيخ مدير مؤسسة “Autism Trust Foundation (ATF)” الخيرية، والتي يرأسها ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد آل نهيان. وسبق أن عمل أوبدولا نفسه كممثل لمؤسسة ATF في أمريكا اللاتينية لعدة سنوات. وسبق أن شارك أوبدولا في عام 2012 كمتحدث في مؤتمر قمة الشرق الأوسط للأمن الداخلي المنعقد في أبو ظبي. وهو دائم التحذير من أن عصابات المخدرات في أمريكا اللاتينية والجماعات الإرهابية، بما في ذلك متمردو فارك الكولومبيون، ومنظمات المخدرات المكسيكية مثل “زيتاس” و “إل تشابو جوزمان” تعمل على استخدام دولة الإمارات كمركز لتهريب المخدرات وغسيل الأموال، ومن ثم يدعو دول الخليج العربي عموما والإمارات خصوصا إلى تعزيز تبادل المعلومات الاستخباراتية وتدريب قوات الشرطة المحلية لمنع المهربين من النجاح.

أشرف أوبدولا في عام 2015 عبر المنظمة الدولية للأمن والاستخبارات (IOSI) على تنفيذ برامج أمنية متخصصة مع جمارك وشرطة دبي، ثم سرعان ما امتد طموحة خلال السنوات التالية لجني المزيد من الأموال من الإمارات والسعودية، حيث عرض عليهما وفقا لدورية انتيليجنس أون لاين تتبع أنشطة حزب الله، والجماعات المسلحة الأخرى التي تعتمد في تمويلها بشكل رئيس على الاتجار في المخدرات. وفضلا عن المكتسبات المالية لأوبدولا من تتبع أنشطة التنظيمات المقربة من إيران، فتوجد مكاسب سياسية حيث أن أوبدولا معارض شرس للنظام الفنزويلي الحالي الذي يقوده الرئيس مادورو الذي يتمتع بعلاقات وطيدة مع طهران.

هذا التقارب بين الإمارات والمنظمة الدولية للأمن والاستخبارات التي يقودها أوبدولا يحدث ضمن مساعي أبوظبي لتعزيز ترسانتها وأنشطتها الأمنية…

وفي عام 2018 أجرى أوبدولا مفاوضات مع وزارة الداخلية السعودية عرض خلالها تقديم خدمات المنظمة الدولية للأمن والاستخبارات من أجل التصدي للنفوذ الإيراني في جميع أنحاء العالم. كما عمل أوبدولا على إقامة شراكة جديدة بين وزارة الدفاع الإماراتية و”مجلس دفاع الدول الأمريكية (IADB)” الذي يقع مقره في واشنطن، وهو مجلس يتكون من 27 عضوا، ويضم مسؤولي الدفاع الذين تختارهم دولهم للعمل على وضع مناهج تعاونية حول مسائل الأمن والدفاع المشترك التي تواجه الدول في كل من أمريكا الشمالية وأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.

هذا التقارب بين الإمارات والمنظمة الدولية للأمن والاستخبارات التي يقودها أوبدولا يحدث ضمن مساعي أبوظبي لتعزيز ترسانتها وأنشطتها الأمنية في ظل الصراعات المتعددة التي تخوضها في منطقة الشرق الأوسط. وهو ما يفتح شهية عدد كبير من الشركات الأمنية الأجنبية الخاصة لعرض خدماتها من أجل الفوز بأكبر حصة ممكنة من مخصصات الإنفاق الأمني الإماراتي.


التعليقات