بين واقعية وأمل ..!

السيسي يختلف عن مبارك في أن مبارك قد تدرج في المناصل بشكل عمودي من مدير الكلية الجوية إلى رئيس أركان حرب القوات الجوية إلى قائد القوات الجوية إلى نائب وزير الحربية إلى نائب رئيس الجمهورية، وثبت في رئاسة الجمهورية ثلاثون عاما، مما صعَّب جدا أن يخرج من القصر إلا إلى القبر، وعندما قال في لهجة عاطفية أنه سيموت في مصر كان يعني فعلا ما قال، ولكن ليس من أجل الوطنية، بل لأنه لا يتصور أن يهرب مثلا بما سرقه من الشعب ليعيش لاجئا كزين العابدين بن علي…

ولهذا فإن السيسي لن يكون صاحب (نَفَس) طويل في مقاومة شعب مصر البطل، ولن يخوض معركة القصر أو القبر، بل سيكون حريصا على حماية ما سرقه ونهبه ومرره للخارج…

أما السيسي فهو لم يتدرج في المناصب فعليا، وكل منصب حصل عليه سقط عليه بالبارشوت في مشهد دراماتيكي لا يعكس قدراته العقلية، ويؤكد أن هناك من يعمل من ورائه ويخطط له، فضلا عن أنه يتصف بالجبن الشديد الذي يحاول أن يخفيه بصوته العالي في بعض المواقف، والتظاهر بالحزم، ويضاف إلى ذلك حداثة عهده بالمنصب، وحرصه الزائد على حياته، وخوفه من الجميع .. كل هذا وغيره يجعله من أكثر الناس الذين يصدق فيهم (وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَىٰ حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ۚ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ)، فحرصه الدائم على (حياة).. أي حياة، ولو كانت فيها مهانة، ولو كان فيها ذل، ولهذا جاءت الكلمة نكرة في الآية لتفيد العموم.

ولهذا فإن السيسي لن يكون صاحب (نَفَس) طويل في مقاومة شعب مصر البطل، ولن يخوض معركة القصر أو القبر، بل سيكون حريصا على حماية ما سرقه ونهبه ومرره للخارج بعد أن استولى على السلطة في مصر، ولا يعني ذلك أن خلعه سيكون سهلا، أبدا .. فللأسف .. لن يرحل إلا بالدم، وبالمقاومة الشديدة الغبية الشرسة منه، فهو غشوم غاشم، كما أشار لذلك في فلتة لسانه، لكنه مع ذلك… قصير النَفَس!

فاللهم احفظ على أهل مصر دمائهم وأعراضهم، واخذل يا رب من خذلهم، وكن لهم ومعهم ..

والله أكبر
الله أكبر
الله أكبر


التعليقات