من سيتصالح بعد مرسي

بغض النظر عن سيل المنشورات والرسائل المسربة عن قضية المصالحة والمبادرات والرافضين والموافقين ومناقشة كل قضية من هذه القضايا منفردة.

إلا أن الحقيقة الوحيدة الواضحة والصريحة هي أن النظام يظن أنه قد حان الوقت لتصفية الأزمة في مرحلة ما بعد د. محمد مرسي -رحمه الله- وذلك بالضغط بملف المعتقلين الحساس إنسانياً ومعاناتهم وأهليهم مما يعني أن إنهاء هذه القضية أهم للنظام من أهميته للحركة الإسلامية والإخوان المسلمين.

لابد أن نثمن قيمة صمود محمد مرسي وما تحمله في سبيل الله ثم وطنه وما دفعه من ثمن من عرضه وحريته وأخيراً حياته الشريفة..

وهذا يعني أيضاً أن التعجل فيه دون أية أوراق إضافية بأيدينا سوف يحقق تماماً ما يرنو إليه النظام، وسيكون محض استسلام وخسائر خالصة لا مصلحة فيها، والصواب هو تجميع اوراق الضغط والسعي لهزيمته ودفعه هو لتقديم التنازلات.

النظام يمر بأزمات اقتصادية وسياسية وانهيار شعبيته بصورة غير مسبوقة، وبقاء القوى الوحيدة المنظمة القادرة على ضربه وقيادة الشارع مرة أخرى ولو بالتحرك كجبهة متقدمة الخيارات والوعي والحراك في مقدمة الجموع، سيبقى خطراً حقيقياً وماحقاً؛ خاصة إذا كان السيسي يفكر ايضاً في ملف التوريث فيما بعد المدتين القادمتين إن لم يقصف الله عمره البليد قبل ذلك.

ولذلك لابد أن نثمن قيمة صمود محمد مرسي وما تحمله في سبيل الله ثم وطنه وما دفعه من ثمن من عرضه وحريته وأخيراً حياته الشريفة، إذ يبدو أن صمود هذا الرجل الكبير أكثر قيمة من كل ما تصورنا وكل ما توقعنا فرحمة الله عليه في الخالدين.


التعليقات