موت الحتميات

اتعجب كثيرا من بعض الإخوة الذين يدندنون كثيراً حول، خنوع هذا الشعب واستسلامه وجبنه وأنه لن يتحرك أبداً ضد جلاديه، رغم تحركه في ٢٥ يناير والعهد قريب بها، ثم تحركه -وإن غلب عليه الإسلاميون وهم منه- بعد انقلاب السيسي.

أفلا يعلم أصحاب النظريات الحتمية أن زمن الحتميات قد انتهى منذ عهد بعيد، ولم يعد لها وجود ولا إثبات واقعي، ولا تحقيق علمي صحيح؟!

فقد أثبتت نظرية الحتمية البيولوجية التي تقضي بتفوق شعب على آخر وراثياً وجينياً فشلها، بعد أن أججت الصراعات العالمية التي أهلكت الملايين.

زمن الحتميات انتهى إذاً فليس محتوماً على شعبنا كما زعمتم الذل والخنوع، إنما ذلك شيء يجده البعض في أنفسهم فيعممونه..

كما فشلت نظرية الحتمية الجغرافية التي تريدها ارسطو ومونتسيكو ومؤخراً هنتنتجون، التي تعتبر ان الشعوب الجنوبية الحارة هي شعوب متخلفة بطبيعتها، بعكس الشعوب الشمالية الباردة!!

وكذلك الحتمية الاقتصادية لماركس والتي افلست وأثبت الواقع عكسها بانقطاع وانعكاس خط التطور ونشوب ثورات في مجتمعات زراعية لا صناعية كما زعم.

وكذلك الحتمية الأيديولوجية التي يمثلها ماكس فيبر وهربرت سبنسر وغيرهما، وبقية الحتميات كالتكنولوجية والأيديولوجية.

زمن الحتميات انتهى إذاً فليس محتوماً على شعبنا كما زعمتم الذل والخنوع، إنما ذلك شيء يجده البعض في أنفسهم فيعممونه.. فقط.


التعليقات