الدعاة بين التقديس والإسقاط

س: من هو الداعية؟

ج: مسلم يقوم بالواجب عليه من تبليغ رسالة الدين والسعي في هداية الناس.. (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)، وقد يكون من العلماء المجتهدين أو من طلاب العلم المجدين أو حتى من العامة المقلدين.. فالكل داخل في قول النبي: بلغوا عني ولو آية.

س: هل هذا يضعه في مكانة أكبر من غيره؟

ج: المسلم الذي يسعى في استكمال فرائض الدين ومنها الدعوة يجب له من الحب والنصرة ما لا يجب للمفرط في حق نفسه ودينه، ثم إن للعالم المجتهد من المكانة ما ليس لغيره من الدعاة فهو من أولي الأمر الذين أوجب الله على المسلمين طاعتهم في المعروف (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منهم).

س: هل له قداسة وعصمة من الخطأ؟

ج: يحب ويحترم بلا تقديس.. وينصر بلا تعصب لباطل.. فلا عصمة لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم.

س: وهل يغفر خطؤه والناس تنظر إليه كقدوة؟

ج: المغفرة من الله (ومن يغفر الذنوب إلا الله) ومجرد الخطأ لا يسقط الاقتداء به في الخير.. إلا أن يصر ويجاهر وينصر باطلا فهذا يسقطه بلا شك.. والصحابة أعظم قدرا وأخطأوا وضربوا أعلى المثل في التوبة والرجوع إلى الحق، ولم يسقط ذلك الاقتداء بهم.

س: هل لو سكت لضعفه ولكنه لم ينصر باطلا يظل قدوة؟

ج: هنا يفرق بين القدوة والقيادة.. وبين مقام الدعاة من العامة والدعاة من العلماء.. فالضعيف لا يقود وإن اقتدي به في خير.. والعلماء هم محل القيادة والحل والعقد لا عموم الدعاة.. فلا يقود إلا عالم قوي يأخذ بالعزائم.. وتلك هي مرتبة الإمامة.. (ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).


التعليقات