أوفوا الكيل.. عباد الله!!

الاعتقادات والتصورات هي التي توجه المشاعر وتصبغها تجاه الحدث الواحد.. فإذا اختلفت تصوراتك اختلفت مشاعرك ولابد..!! فليس كل من تأثر بمشاهد تفحم الأجساد في محطة مصر تأثر بنفس المشاهد في النهضة ورابعة.. والعكس صحيح..!!

والقسط في الميزان واجب في المطعومات ومن باب أولى في المشاعر ومن قبلها العقائد والتصورات..

فقد تجد المشفق اليوم على احتراق الساعين على لقمة العيش محرضا بالأمس على قتل من نزع عنهم آدميتهم فسماهم الخرفان غير مستبشع لحرقهم..!!

والعكس كذلك.. قد تجد المتفطر قلبه مما رأى بالأمس غير مبال بما حدث اليوم.. وفي ظنه أن هؤلاء هم الذين رقصوا على جثث إخوانه فليذوقوا مثلما ذاقوا..!!

والقرآن يحمي فؤادك ويوجه مشاعرك..
حبا لله ولمن تولاه.. وبغضا لمن عاداه..
ورحمة بالخلق وسعيا لاستنقاذهم من النار..
كل ذلك بميزان لا ميل فيه.. ولا تعميم..

والقسط في الميزان واجب في المطعومات ومن باب أولى في المشاعر ومن قبلها العقائد والتصورات.. (أوفوا الكيل ولا تكونوا من المخسرين وزنوا بالقسطاس المستقيم)..

وحسبك وصف ابن تيمية البديع لأهل السنة بأنهم: (يعلمون الحق ويرحمون الخلق)..

وإنما يرحم الله من عباده الرحماء..


التعليقات