النَّفِير

من الأفكار الزائفة التى انخدع بها كثير من الناس أن طلب العلم سبيل والجهاد سبيل آخر.. وأنهما طريقان متوازيان لا يلتقيان..

فترى أقواما يقولون: إذا دهم العدو الكافر ديار المسلمين فسأغلق علي باب بيتي وأنكب على كتب أهل العلم.. 
وترى أقواما آخرين يقولون: إن التدقيق في المسائل العلمية في زمن الهجمة على الإسلام ترف فكري وخيانة لقضية الأمة..

وكلا الفريقين مسيء.. أضاع أمرا لله.. فالأولون كان علمهم حجة عليهم إذ لم ينتفعوا به.. والآخرون انحرفوا في جهادهم عن سنن خير القرون..

فلا خير في علم لم يثمر عملا ولم يقم به دين الله في أرضه ولم تُدحض به شبهات الأعداء.. ولا خير في جهاد لم يستضئ بنور الوحي.. ولم يحصل قادته آلة الاجتهاد..

وهل يفتي في النوازل السياسية غير المجتهدين؟ وهل يقود الجهاد إلا العلماء؟ وهل لمع نجم أئمة الدين كابن تيمية إلا فى زمن التتار؟

ولقد أمرنا الله بالنفير لهما.. فقال في العلم: (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون)، وقال في الجهاد: (انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا).

وكلاهما على الحقيقة جهاد.. فالأول (العلم) جهاد تحفظ به الدعوة في القلوب.. والثاني (القتال) جهاد تحفظ به الدعوة على الأرض.

وهل يفتي في النوازل السياسية غير المجتهدين؟ وهل يقود الجهاد إلا العلماء؟ وهل لمع نجم أئمة الدين كابن تيمية إلا فى زمن التتار؟


التعليقات