بصائر قرآنية – البغي يصرع أهله

قال تعالى: { إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ }

قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

فالباغى الظالم ينتقم الله منه فى الدنيا والآخرة؛ فان البغي مصرعه..
قال ابن مسعود: ولو بغى جبل على جبل لجعل الله الباغي منهما دكا..

ومن حكمة الشعر:

قضى الله أن البغي يصرع أهله ** وعلى الباغي تدور الدوائر

ويشهد لهذا قوله تعالى: { إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلى أَنْفُسِكُمْ مَتاعَ الْحَياةِ الدُّنْيا } الآية..

وفى الحديث: ( ما من ذنب أحرى أن يعجل لصاحبه العقوبة فى الدنيا من البغى وما حسنة احرى ان يعجل لصاحبها الثواب من صلة الرحم )

(وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ)

أرأيتم هذا التأكيد العجيب في أن فرعون ليس هو المستكبر الوحيد..
بل هو وجنوده اشتركوا في الاستكبار.. وغرتهم قوتهم في الدنيا.. وكيف لمغرور بقوته أن يفكر في يوم زوالها.. لذا كان ختام الآية:
(وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ)..

فلما اشتركوا في الفعل كان من عدل الله أن يشركوا في المصير..
(فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ)..

فإن سألت فما فائدة ذلك لنا في واقعنا؟ ففي ختام الآية الجواب:
(فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ).


التعليقات