بخصوص تناول ما حدث بين يزيد بن معاوية والحسين رضي الله عنه

توجد مدرسة تدافع عن يزيد بن معاوية، وترى أن أفعاله كانت للقضاء على الفتن، ولحفظ استقرار الدولة. والعديد من هؤلاء يعبرون عن قناعة حقيقية لديهم، ويرجون الصالح العام، ويريدون الانشغال بمشاكل الواقع المعاصر لا بنبش أحداث الماضي.

ويوجد آخرون يرفضون هذا الطرح جملة وتفصيلا، ويرون أن التاريخ كتبه المنتصرون، فقُبلت روايات تاريخية ضعيفة سندا تبرر أفعال يزيد، وتتجاهل مرويات صحيحة مثل تعوذ أبي هريرة من إمارة الستين، وحديثه عن وعاء العلم الذي كتمه، وقال عنه الحافظ بن حجر (حمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم ، وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضهم ولا يصرح به خوفا على نفسه منهم، كقوله: أعوذ بالله من رأس الستين، وإمارة الصبيان. يشير إلى خلافة يزيد بن معاوية؛ لأنها كانت سنة ستين من الهجرة، واستجاب الله دعاء أبي هريرة فمات قبلها بسنة). وحديث”فساد أمتي على يد غلمة من قريش” ضمن مرويات تزري بيزيد ومن على دربه من بني أمية.

ويعتبر هؤلاء أن ما حدث جريمة مازالت الأمة تدفع ثمنها حتى اليوم، سواء برمي المتشيعة في أحضان الفرس، أو بشرعنة النظام الملكي كنظام آل سعود. ويرون أن الخطاب الأموي الذي تقدمه المدرسة الأولى هو الذي يدعم التمدد الشيعي، لغضه من مكانة آل البيت، وصولا لتخطئة ما قام به الحسين حتى عده بعضهم مخلا بالأمن، مبررين ما أصابه بأنه قتل بسيف جده صلى الله عليه وسلم.

وبعض الأحباب يرون أن المدرسة الثانية متأثرة بالتمدد الشيعي الحالي، ومنهزمة أمامه نفسيا، بينما سمعت هذا الكلام من بعض أصحابها منذ ١٥ عاما تقريبا قبل التمدد الشيعي مؤخرا.

وما أميل له حقيقة أننا نحتاج إلى معالجات جادة وعميقة لتلك القضايا بعيدا عن التعصب والانفعال أو الجمود والتيبس، أو التطاول والتسافه. وذلك لسحب البساط من تحت خصوم أهل السنة، وسد الشقوق الموجودة حاليا في الصف السني، كي نبلور مشروعا سنيا جادا. يتصدى للمشاريع الغربية والفارسية التي تبتلع بلاد العالم الإسلامي واحدا تلو الآخر.


التعليقات