كيف تكون مجرما؟!

عن التأثير الطاغي للسلطة بين علم النفس والشرع

بدأ الباحث ذو السترة الرمادية في شرح خطوات تجربة في علم النفس تدرس (أثر العقاب على الذاكرة) لأحد المشتركين فيها، موضحًا أنه سيكون عليه مهمة حفظ أزواج من الكلمات في قائمة طويلة حتى يمكن تذكر كل زوج عند السؤال.. يطلق على هذا المشترك لقب (المتعلم).

أما وظيفة المشترك الآخر فسوف تكون اختبار ذاكرة المتعلم، وتوجيه صدمة كهربية للمتعلم تتزايد مع كل خطأ.. يطلق على هذا المشترك لقب (المُعلم).

قام الباحث بتوصيل قطبين كهربيين في ذراع المتعلم أمام المعلم، وطمئنه بقوله: إنه على الرغم من أن الصدمات من الممكن أن تكون مؤلمة بشدة ولكنها لن تسبب ضررًا مستديمًا بالأنسجة، ثم انصرف الباحث والمعلم إلى الحجرة المجاورة حيث يقوم المعلم بطرح أسئلة الاختبار على المعلم من خلال نظام اتصال، ويوجه العقاب الكهربي من خلال ثلاثين ذراعًا، يشد ذراعًا تلو الآخر مع كل إجابة خاطئة، ويزداد فولت الصدمة مع كل خطأ بمقدار 15 فولت.

مر الجزء الأول من الاختبار سلسًا، فالصدمات تضايق إلا أنها محتملة، ولكن تدريجيًا يبدأ العقاب في الإيلام وتتراكم الأخطاء ويتصاعد الفولت ليصرخ المتعلم عند الفولت 120 معلنًا أنه لا يستطيع تحمل مزيدًا من الألم، إلا أن الأسئلة استمرت وكذلك الخطأ، ليصيح المعلم عند الفولت 150: انتهى الأمر! أخرجني من هنا! أرجوك، أخرجني!..

فتأتي الاستجابة من المعلم على هيئة سؤال جديد وخطأ جديد وفولت أعلى تجعل المعلم يتلوى ويصرخ ويرفس الحائط راجيًا المساعدة، إلا أن الأسئلة تستمر كما كانت من قبل ويستمر الخطأ ويتصاعد الفولت إلى 300 ليعلن المعلم أنه لن يجيب على الأسئلة بعد ذلك..

إلا أنه لا شيء يتغير فالمعلم يعتبر السكوت خطأ ويزيد من الفولت دون شفقة فيتلو أسئلة الاختبار معلنًا مستويات الصدمة البشعة 400 فولت ويستمر دون توقف ليصل إلى آخر ذراع 450 فولت.

إن قراءة السيناريو السابق تبدو بالنسبة لمعظمنا كحلم مزعج، وتزداد فظاعة هذا السيناريو بالطبع إذا علمت أنه حقيقي في معظمه.. فقد حدثت تجربة كاملة بهذا السيناريو قام بها أستاذ لعلم النفس يدعى (ستانلي ميلجرام) كان فيها المشتركون في دور المعلم هم أفراد العينة المفحوصة. الشيء غير الحقيقي في التجربة أنه لم تكن هناك صدمة كهربية توجه، فالمتعلم الضحية الذي كان يصيح باستمرار طالبًا الرحمة وإطلاق السراح لم يكن مفحوصًا حقيقيًا بل كان ممثلًا يتظاهر فحسب بإصابته بالصدمات.

كان الغرض الأساسي من دراسة ميلجرام إذن لا علاقة لها بآثار العقاب على الذاكرة، بل كانت الدراسة تتضمن سؤالًا مختلفًا هو: ما كمية التعذيب التي يكون الناس العاديون على استعداد لإنزالها بشخص آخر بريء تمامًا، حين يوجه الأمر إليهم بذلك؟

بدأ ميلجرام بحوثه محاولًا تقديم تفسير علمي لواقعة تاريخية، هي أنه كان للمواطنين الألمان إسهام في إبادة معسكرات الاعتقال للملايين من الأبرياء أثناء سنوات السيطرة النازية.. وقد كانت خطته تقضي بإجراء تجربته أولًا في الولايات المتحدة ثم الانتقال إلى ألمانيا.. إلا أن تجربته الأولى قد أظهرت من النتائج ما جعله يقول: (إني وجدت الكثير جدًا من الطاعة، فكان من الصعب أن أرى حاجة لانتقالي بالتجربة إلى ألمانيا).

كانت هذه النتائج مذهلة بحق، لقد أدهشت النتائج كل من كان له ارتباط بالبحث من علماء النفس بما فيهم ميلجرام نفسه؛ فقد استمر المفحوصون الأربعون في توجيه الصدمات رغم صرخات الألم ولم يتوقف أي أحد منهم إلا حين وجهت الصدمة 300 فولت عندما صاح المتعلم الضحية معلنًا أنه لن يقدم أية إجابة بعد ذلك، إلا أنه حتى آنذاك كانت أقلية بارزة هي التي توقفت بينما استمر الأكثرون في توجيه الصدمات، حتى بلغت نسبة الذين استمروا حتى النهاية (الثلثين) فقد قاموا بتوصيل مفتاح الكهرباء الأخير (450 فولت) عندها أنهى الباحث التجربة.

وتضاربت الأقوال في شرح ما حدث، قالوا: إن هذا يتعلق بكون المفحوصين ذكورًا وهم كجنس تغلب عليه العدوانية، أو أن المفحوصين لم يعرفوا الضرر الذي يمكن أن يترتب على الصدمة التي تحدثها مثل هذه الفولتات العالية، أو أن المفحوصين كانوا تجمعًا شاذًا من المنحطين خلقيًا الساديين الذين تمتعوا بفرصة إلحاق العذاب بالآخرين..

إلا أن تنويعات التجربة وملحقاتها التي قام بها ميلجرام استبعدت كل هذه الاحتمالات؛ فقد تبين في تجربة لاحقة أن المعلمات الإناث لهن نفس الاستعداد للقيام بما قام به الرجال في الدراسة المبدئية.

وكذلك احتمال عدم العلم بالمخاطر تم تقصيه في تجربة لاحقة كان يعلن فيها المتعلم الضحية عن أنه يعاني عن حالة مرض القلب وأنه بدأ يعاني من الاضطرابات، ولكن كانت النتائج مماثلة، إذ استمر 65% من المعلمين في تنفيذ واجباتهم بإخلاص حتى أقصى صدمة.

ولم يكن التفسير الأخير بأن المفحوصين مجموعة من الساديين مُرضيًا هو الآخر؛ فقد كانوا يمثلون قطاعًا مستعرضًا مقننًا لمستويات العمر والمستويات المهنية والتعليمية في المجتمع، وكانت نتيجة الاختبارات النفسية التي أجريت عليهم تثبت أنهم أسوياء، فهم (أنت وأنا) على حد تعبير ميلجرام.

ما الذي يمكن أن يجعلنا نقوم بهذه الأشياء؟

هذا هو السؤال المقلق حقًا..

ولقد توصل ميلجرام إلى الإجابة: إن الإحساس العميق بالواجب نحو السلطة متأصل فينا جميعًا.

وطبقًا لميلجرام، فإن المجرم الحقيقي في تجاربه هو عجز مفحوصيه عن تحدي رغبات القائم على الدراسة أي: الباحث ذو السترة الرمادية الذي كان يحث المفحوصين ويوجههم إذا اقتضى الأمر..

فقد اتضح من التجربة أنه لولا أوامر الباحث بالاستمرار لأوقف المفحوصون التجربة سريعًا، فقد كانوا يكرهون ما يفعلون، بل ويئنون ألمًا من أنين ضحيتهم، ويرجون الباحث أن يدعهم يتوقفون، فلما رفض استمروا!

وتأكدت هذه النتيجة في تجربة جديدة قدم فيها ميلجرام للمعلم المفحوص باحثين يصدران أوامر متناقضة: أحدهما يأمره بالاستمرار في توجيه الصدمات والآخر يأمره بالتوقف، وكانت النتيجة موقفًا تراجيديًا كوميديًا بامتياز، فقد كان المفحوصون في حيرة، تتحول أعينهم من باحث لآخر وهم يتضرعون لكليهما كي يتفقا على مطلب واحد، وحينما كان الباحثان يظلان على خلافهما، كان المفحوصون يحاولون تقرير أيهما الرئيس الأكبر، وعندما كان يعجز عن التحديد كان يهتدي بغرائزه إلى الأفضل وينهي الصدمات.

لقد خلص ميلجرام من خلال ما تجمع لديه من بيانات إلى اكتشاف دافع قوي موجه للسلوك البشري: (إن لب النتيجة الرئيسية للدراسة هو استعداد البالغين اللامحدود للذهاب إلى أبعد مدى في إذعانهم للسلطة).

وإذا كانت هذه الدراسة على مفحوصين خاضعين لتوجيه مباشر من صاحب السلطة (الباحث في تجربة ميلجرام) فإن ثمة دراسة مسحية أمريكية عرض نتائجها كلمان ولورنس عام 1972 أجريت على الجمهور الأمريكي عقب محاكمة الملازم (وليم كالي) الذي أمر جنوده بقتل السكان (من الأطفال الرضع إلى الأجداد) في بلدة (ماي لاي) في فيتنام؛ إذ استجاب 51% من الأمريكيين بأنهم إذا أُمروا.. في نفس الظروف.. فإنهم بالمثل سوف يطلقون النار على كل سكان قرية فيتنامية. وانتهى القائمون بالاستفتاء إلى القول:

(إن بياناتنا توحي بأن كثيرًا من الأمريكيين يشعرون بأنه لا حق لهم في مقاومة المطالب السلطوية، وهم ينظرون إلى أفعال “كالي” في “ماي لاي” على أنها عادية، بل مرغوبة؛ لأنهم يرون أنه قام بها طاعة للسلطة الشرعية).

في الحقيقة.. إننا مدربون منذ الولادة على أن الطاعة للسلطة السليمة صواب، وأن عدم الطاعة خطأ، وأن البديل هو الفوضوية.. وهو ما تمتلأ به التربية الأسرية والأناشيد المدرسية وقصص طفولتنا، وتطبق في المجالات القانونية والعسكرية والسياسية التي تواجهنا كبالغين، وتضفي قيمة كبيرة على أفكار الخضوع والولاء للحكم في كل مكان.

إن ميلجرام نفسه أكد على أن الانصياع لما يمليه ممثلو السلطة كان له دائمًا مزايا حقيقية لنا؛ ففي الباكورة كان هؤلاء الناس (مثلًا: الوالدان والمعلمون) يعرفون أكثر مما نعرف، وقد وجدنا أن الأخذ بنصيحتهم مؤكد الفائدة من ناحية؛ لأنهم كانوا أكثر فائدة، ومن ناحية أخرى لأنهم كانوا يتحكمون في ثوابنا وعقابنا.

وحينما بلغنا الرشد استمرت نفس الفوائد، لنفس الأسباب، إلا أن ممثلي السلطة الآن يبدون في صورة أصحاب عمل وقضاة وقيادات حكومية؛ ونظرًا لأن مواقعهم تنبئ عن قدرتهم الفائقة في التوصل إلى المعلومات والنفوذ، فمن المعقول جدًا أن ننصاع لرغبات السلطة سليمة الشرعية..

ولكن على الرغم من أن هذه الطاعة العمياء بدون تفكير تؤدي بنا إلى تصرف مناسب في معظم الحالات، فإن هناك استثناءات بارزة لا تكون فيها الطاعة تصرفًا مناسبًا بل قد تكون جريمة، وذلك بسبب أن استجابتنا هي رد فعل، وليست تفكيرًا!

يعرض علينا طريق الخروج من هذا المأزق روبرت سيالديني في كتابه عن سيكولوجية الانصياع والمترجم بإشراف الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية بالقاهرة تحت عنوان (التأثير).. فبعد سرده لكل ما ذكرنا من تجارب وغيرها بإسهاب ممتع ومفيد، قدم حلًا يقوم به كل فرد منا لينقذ نفسه من التأثير السلبي لمبدأ الانصياع للسلطة، وهو أن نطرح على أنفسنا سؤالين، حين يواجهنا ما قد يبدو أنه محاولة للتأثير من ممثل السلطة..

الأول: هل هذه السلطة حقيقة ذات خبرة؟ وهذا السؤال يساعدنا؛ لأنه يركز انتباهنا على معلومتين حاسمتين: مؤهلات السلطة، وصلة تلك المؤهلات بالموضوع الذي بين أيدينا..

ومع ذلك فلنفرض أن السلطة التي واجهتنا تمثل خبرة ذات صلة.. فقد يكون من الحكمة قبل الخضوع لتأثير السلطة أن نسأل سؤالًا ثانيًا هو: ما مدى الصدق الذي يمكن أن نتوقعه في الخبير هنا؟

إن الخبراء حتى لو كانوا من أحسن العارفين، ربما لا يقدمون لنا معلوماتهم بأمانة في هذا الموقف. فحتى السلطات ذات الاطلاع الواسع في مجال ما لن نرضخ لما تحثنا به إلا إذا اقتنعنا تمامًا أن رسالتها تمثل الحقائق بصدق وإخلاص..

كما يجب أن تثار شكوكنا حين نجد أن بعضًا من محترفي الانصياع يحاولون الظهور بمظهر من يعمل ضد اهتماماتهم الذاتية ومصالحهم الشخصية لأجلنا!

هناك سؤال ثالث لم يذكره علماء النفس الغربيون، يتوجب علينا كمسلمين طرحه على أنفسنا إذا ما أمرتنا أية سلطة مهما علت، وهو: هل هذا الأمر مباح شرعًا؟

وبين أيدينا حديث شريف يختبر مبدأ الانصياع للسلطة، ويشير في ثناياه إلى صحة ما تقرر بواسطة التجارب السابقة، ففي مسند الإمام أحمد بسند صحيح عن على رضي الله عنه قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار، فلما خرجوا وجد عليهم في شيء؛ فقال لهم: أليس قد أمركم رسول الله صلى الله عليه و سلم أن تطيعوني. قالوا: بلى. فقال: اجمعوا حطبا ثم دعا بنار فأضرمها فيه ثم قال: عزمت عليكم لتدخلنها. فهم القوم أن يدخلوها! فقال لهم شاب منهم: إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم من النار فلا تعجلوا حتى تلقوا النبي صلى الله عليه و سلم، فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوا. فرجعوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال لهم: لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا؛ إنما الطاعة في المعروف.[1/82 طبعة مؤسسة قرطبة القاهرة]

إن عبارة (فهمَّ القوم أن يدخلوها) تؤكد صحة مبدأ الإذعان للسلطة كسلوك بشري، حتى أن واحدًا فقط هو الذي أوقفهم، وأرجعهم للسلطة المعصومة الوحيدة التي لا مجال لطرح أي سؤال في مواجهتها، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا).

فتأتي لتقرر السلطة المعصومة القاعدة الشرعية في مواجهة أية سلطة أخرى، وهي: (إنما الطاعة في المعروف)..حتى لو كانت هذه السلطة سليمة الشرعية، لا يحق لها الأمر بما يخالف المقرر من قبل السلطة العليا المطلقة الوحيدة المستندة إلى الوحي المعصوم.

والحديث الشريف يقرر بشكل حاسم مصير من يخالف هذه القاعدة: (لو دخلتموها ما خرجتم منها أبدا).. إنه مصير كل من تجرأ على مخالفة من يملك جوهر السلطة الحقيقية في الكون وهو الله، وكل ما عداه فلا يملك غير مظاهر، ألقاب وملابس وزخارف السلطة دون امتلاك حقيقي لجوهرها.. إنها سلطة أرضية زائفة محدودة بحدود الدنيا التي نعيش فيها!

إن فهمنا لكل ما سبق قد يعطينا تفسيرًا علميًا لذلك الدعم الشعبي الذي يلقاه الطغاة في مصر وسوريا…إلخ، والذي نلمسه من أقاربنا وجيراننا، وبالأخص زملاء العمل في الجهاز الإداري للدولة الواقع في براثن الإذعان للسلطة بحكم تكوينه؛ فضلًا عن ذلك الانصياع الأعمى في الأجهزة الأمنية التي تمتلك بطبيعتها كل أدوات الإذعان الممكنة.. ولكن ما القيمة الحقيقية لأسئلة في مواجهة التأثير الطاغي للسلطة؟

إن هدف تلك الأسئلة هو شد عصا السلوك الآلي ليتم إرجاع التحكم للعقل مرة أخرى؛ لنبدأ التفكير من جديد.. وهو طريق لا ريب أنه يصل بالإنسان إلى الحق، قال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ).

إن من يتخلى عن العقل ويعرض عن نور الوحي يندم حين لا ينفع الندم، قال تعالى: (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقًا لأصحاب السعير).

ومن يذعن لسلطة أرضية زائفة، فيقع في محرمات السلطة العليا، فلا يلومن إلا نفسه، قال تعالى: (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا).

لكن ثَمَّ شرط آخر للنجاة وهو: الصدق في طلب الحق؛ فهناك من لا ينقصه العلم بقدر ما تنقصه الإرادة، وكما أن هناك من أوتي من قبل سوء فهمه، فهناك أيضًا من أوتي من قبل سوء نيته، فهما طريقان مغايران للصراط المستقيم: طريق المغضوب عليهم وطريق الضالين!

ولهذا نقرأ الفاتحة في كل ركعة..

اللهم .. اهدنا صراطك المستقيم .. صراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. وجنبنا اللهم .. طريق المغضوب عليهم والضالين..
آمين.


التعليقات