التفاوت الظاهري بين المواقف المعلنة والحركة

لا ينبغي أن يكون هناك أي تعارض “حقيقي” بين مواقف القيادات السياسية والقيادات الحركية وقواعدها، مهما كان التفاوت بينهما “ظاهرياً”. فموقف القيادة سياسياً وإعلامياً أوسع من مواقف الحركيين لأن الأولى أكثر اضطراراً ومواقفها أخطر آثاراً !!

فليست المشكلة أن تتخذ القيادة شعاراً ك “سلميتنا أقوى من الرصاص” مثلاً، ولكن العيب هو عدم حماية مكتسبات الجماعة المؤمنة ومقدراتها وقواعدها وتركها جميعاً للسحق

ففي صلح الحديبية الذي يستدل به زوراً كل مخذول؛ أقر النبي صلى الله عليه وسلم للمشركين برد من جاءه مسلماً من المشركين!!

ولكن فقه أبي بصير وأبي جندل رضي الله عنهما ومن انضم إليهما؛ حل هذه المعضلة بل وقلبها إلى مصلحة الجماعة المسلمة.

فليست المشكلة أن تتخذ القيادة شعاراً ك “سلميتنا أقوى من الرصاص” مثلاً، ولكن العيب هو عدم حماية مكتسبات الجماعة المؤمنة ومقدراتها وقواعدها وتركها جميعاً للسحق، فما تعلنه القيادة كمواقف ليس هو نفسه بالضرورة ما ينبغي أن تقوم عليه الحركة كديناميكية للتغيير.

وكثيراً ما لا يكون العيب فيما تقوله وانما فيما تفعله!!

فمواقف القيادة السياسية ينبغي أن تشكل غطاءً لمواقف الحركة الواقعية والتي ينبغي أن تكون تمثيلاً لمبادئ الجماعة وتحقيقاً لها، وإن عدم إدراك هذه النقطة هو سبب الخلل في تعامل تلك الفئات التي انحازت إلى اعداء الدين والأمة بالاستدلال بصلح الحديبية وتصويره كتنازلات من النبي -حاشاه-، وكذلك هو سبب استسلام فئات أخرى للاستضعاف والهزيمة بتحويلها للشعارات السياسية والاعلامية إلى حقائق واقعية بينما دورها ينبغي ان يكون المراوغة وكسب الوقت وتأمين الحركة.


التعليقات