بصائر قرآنية – قرار التفويض !

في جلسة ما قبل غروب الشمس قد كان الموعد مع كوكبة من جلساء الملائكة كان يجلس بينها يوما الشهيد الحي عمر الفاروق.. وكان التدارس لآخر كلمات مؤمن آل فرعون: (فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)..

وكان من بصائر الآيات.. ذلك القرار المبطن من وراء تفويض الأمر إلى الله.. والذي نطق به أحد فرسان الجلسة.. وما درى (حتى أخبرته) أن الإمام ابن كثير قد سطره في تفسيره فقال:
{ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ } أي: وأتوكل على الله وأستعينه، وأقاطعكم وأباعدكم، { إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } أي: هو بصير بهم، فيهدي من يستحق الهداية، ويضل من يستحق الإضلال، وله الحجة البالغة، والحكمة التامة، والقدر النافذ.

إنه قرار المقاطعة والمباعدة للظالمين لا الممالئة والمداهنة.. قرار من صدع بالحق ولم يخش إلا الله.. قرار من أبصر أن نتيجة دعوته المشفقة على قومه من عذاب الله ليست له فالله بصير بمن يستحق الهداية والضلال.. قرار من رأى العذاب نازل فأنذر قومه وأعذر لربه طلبا للنجاة من ذلك العذاب الواقع ولابد.. قرار من لم يسوي يوما بين فتنة الناس وعذاب الله.. وكان له ما رجاه.. (فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ)!


التعليقات