بصائر قرآنية – أيها المؤمنون الأحرار..

من تدبر في أقدار الله واستصحب معاني أسمائه وصفاته علم يقينًا أن الأمور لا تسير وفق ما يريده الظالمون..

نعم قد يقع مقدمة كيدهم.. ولكن الله إعلاء لكلمته وتحقيقًا لحكمته وإظهارًا لقدرته.. يجعل كيدهم يرتد إلى نحورهم.. وينقلب تدبيرهم تدميرًا لهم..
ومن أعجب أقدار الله أن يكون المستضعفون هم أداة هلاك الظالمين..

فيا أيها الثوار على الظلم في كل مكان.. الأحرار في دنيا العبيد.. تأملوا تلك الكلمات الربانية.. ولا تستقلوا أنفسكم بعد اليوم..

يقول الشيخ فريد الأنصاري رحمه الله: “ياصاح- إذ تتخلق بالقرآن وتتحقق بمعانيه؛ تنبعث أنت نفسك جنديا من جند الله؛ بل أنت آنئذ جزءٌ من قَدَر الله! وتدبر كيف جعل الله من أتباع موسى عليه السلام أداة قدرية شق بها البحر! تأمل هذا جيدا: (وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنظُرُونَ) (البقرة:50)” .

(بكم) قالها الله لكم.. لتكونوا أنتم جزءًا من قدر الله..

متى يكون ذلك؟

إذا كان سلاحكم آيات الله (بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنْ اِتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ)..
وعدتكم الصبر واليقين بآيات الله.. (لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ)..
لا تلتفتوا يمينًا أو شمالًا..
دونكم كتاب الله.. فيه وعده لمن حقق شرطه..
(وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)..


التعليقات