العلاقات المصرية الإيرانية

يرجى ملاحظة أن هذه المقالة من المقالات القديمة التي لا يتطابق تاريخ نشرها على الموقع مع تاريخ نشرها الفعلي

إيران دولة شيعية وليس يخفى على أي دارس للإسلام والتاريخ أن شيعة إيران رافضة وأن الرافضة فرقة ضالة لهم ضلالات كثيرة تتجاوز الأخطاء الفقهية إلى الطعن في العقيدة كزعمهم أن القرآن الذي بين يدينا ليس كاملا وكطعنهم في السيدة عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين، حتى إن لأهل السنة في الحكم عليهم قولان:

1- قول إن الرافضة فرقة ضالة من فرق الضلال التي انقسمت إليها الأمة.

2- قول إن الرافضة مرتدون عن الإسلام لما اشتملت عليه عقائدهم من النواقض الكثيرة، ولئن كان هناك خلاف في الحكم بردتهم وخروجهم من دائرة الإسلام فلا ينبغي ولا يصح الاختلاف في كونهم من أشد فرق الضلال، وإذا اخترنا القول إن الرافضة مبتدعة لم يخرجوا من دائرة الإسلام فإن أهل السنة يفرقون في التعامل بين المبتدع الداعي إلى بدعته وغير الداعي، وإيران كدولة تحمل لواء الدعوة إلى التشيع في العالم فهي بذلك دولة مبتدعة تدعو إلى بدعتها وذلك مما يوجب الحذر الشديد في التعامل معها وتشكيل فرق مقاومة للضلال الشيعي لصد عادية ضلالهم.

أما من الناحية السياسة فلا يصلح الآن الدعوة إلى القطيعة مع دولة إيران رغم ضلالها وبدعتها ذلك أن الدول السنية تتعامل مع دول العالم النصراني والشيوعي والبوذي وغيرهم وتقيم معهم العلاقات السياسية والاقتصادية بل وبعض دول المسلمين تقيم علاقات كاملة مع اليهود محتلي فلسطين وتعترف بهم، فالحملة الشديدة على العلاقات مع إيران في الوقت الذي لا يكاد يوجه نقد أو كلام عن العلاقات مع أميركا ودول الغرب النصراني والصين الشيوعية والهند عباد البقر حملة فيها قدر كبير من التناقض، والدول السنية حولنا تقيم علاقات كاملة مع إيران، ونحن لا نهون أو نقلل من الخطر الشيعي ولا من ضلالهم، ولكن نريد ألا يدفع الحماس بعضنا أن يكون موقفه متناقضا ونريد أن لا نقع فيما وقعنا فيه من قبل حيث عارضنا بكل قوة وعزم وتصميم الاحتلال الروسي لأفغانستان وجيشنا العالم الإسلامي لمقاومة الروس هناك حتى هزمهم الله وتفكك الاتحاد السوفييتي، ولما احتلت أمريكا أفغانستان نفسها بعد عقدين من الزمن ثم العراق من بعدها لم نقف منها الموقف نفسه ولا عشره ولا عشر عشره.

من الملحوظ أن الثورة المصرية غير مرحب بها في بعض البلدان، وأنها يراد لها أن تخفق في تحقيق أهدافها من خلال عدد من الآليات الداخلية كاستعمال القضاء والإعلام في ذلك وخارجيا كالتضييق الاقتصادي الذي يمكن أن يخنق الدولة ويقضي عليها لا سيما أن البلد قد تم تجريفها اقتصاديا على مدى عدة عقود، فمن المنطقي الذي لا يحق لأحد أن يمانع فيه أن يحاول من آلت إليهم الأمور البحث عن مخارج اقتصادية خاصة أن كثيراً من دول أهل السنة التي يجب عليها الوقوف مع مصر في هذه الفترة الانتقالية العصيبة لم تقف معها الموقف المأمول منها، فوجود علاقات اقتصادية مع إيران قد يمثل مورداً جديداً لإنعاش الاقتصاد المصري وفي الوقت نفسه يرسل رسالة واضحة ذات مغزى لدول أهل السنة أن قفوا معنا لأنكم إن تخليتم عنا فالبديل موجود، ورسالة أيضاً لأمريكا أن مصر لها قدرة على التحرك في آفاق متسعة ولن تقف مكتوفة الأيدي محجوزة لأمريكا وحلفائها، وما يخشى من التمدد الشيعي الذي قد يكون دافع إيران للمساعدة الاقتصادية فيمكن للدعاة أن يستغلوا هذا الظرف في بيان عقيدة أهل السنة وكذلك بيان فساد عقيدة الرافضة فيكون قدومهم لمصر ظرفاً مناسباً لبيان الحق ودحض الباطل، ولن يتمكن الشيعة من الحصول على موطئ قدم في مصر إلا بتقاعس الدعاة وإهمال القيام بدورهم في الدعوة إلى الحق والرد على الباطل، وكشف بطلان عقائد الشيعة الحمد لله سهل ميسور لن يجد الدعاة أدني صعوبة في ذلك.

 


التعليقات