السياسة والقتال

السياسة تمهّد للقتال وتفتح له الطريق وتهيئ له الحالة المواتية وتوفّر له الغطاء وتعقد له التحالفات وترتّب له العداوات وتحدّد له الأهداف وتكسبه مشروعية صاحب الحق وتجلب له التعاطف وتجنى له الثمرة

والقتال هو منجز المهمّة ومحوّل الكلام إلى واقع ولخدمته تعمل السياسة وهو ذراعها وإن غاب صارت السياسة جعجعة بلا طحن

القتال هو مشرط الجراح والسياسة هى إعداد المريض للعملية وإعداد غرفة العمليات وتعقيم الأدوات وتجهيز الممرضين والمساعدين والتخدير وهى الخياطة بعد الفتح والجراحة وهى توفير غرفة الإفاقة ومتابعة المريض حتى يفيق وعمل الفحوصات للاطمئنان على النجاح وصرف العلاج المتمّم

لو أعددت جميع الظروف اللازمة للعملية والمهيئة للمشرط ثم لمن يكن ثمّ مشرط فعملك ضائع وأنت تخدم والمخدوم غائب

ولو أعملت مشرط الجراح بغير نظام ولا ترتيب وبقرت البطن بلا تعقيم وتركته مفتوحا بغير خياطة ولا سياسة فأنت تفسد ولا تصلح ولن تجنى ثمرة وستزيد البلاء إن لم تقتل

أحد الإخوة بعد الثورة قال لى الطريق معروف ..الدعوة ..الهجرة..القتال …وهذا هو طريق النبى صلى الله عليه وسلّم ووسيلة التغيير الشرعية وما سواه باطل

فقلت له والدخول فى جوار المطعم بن عدىّ دعوة أم هجرة أم قتال؟ والاحتماء بسيوف بنى هاشم وهم على الشرك دعوة أم هجرة أم قتال ؟والاعتصام فى الشعب مع المشركين وتحت قيادة أبى طالب وهو على الشرك دعوة أم هجرة أم قتال؟ والتحالف مع خزاعة وهى على الشرك ومع اليهود وهم على الكفر والاتفاق معهم على الدفاع المشترك عن المدينة وعرض ثلث ثمار المدينة على غطفان دعوة أم هجرة أم قتال؟ والهدنة مع قريش والاستعانة بصفوان وتأليف قلوب الصناديد واحتواء ظاهرة النفاق دعوة أم هجرة أم قتال ؟


التعليقات