سلسلة كتب اعرف ربك … اسم الله السلام

سبحان الله !!

تزينت الجنة للخَّطاب، فجدُّوا في تحصيل المهر..

وتعَّرف رب العزة إلى المحبين بأسمائه وصفاته، فعملوا على اللقاء..

وأنت مشغول بالدون..

لا كان من لسواك منه قلبه ولك اللسان مع الوداد الكاذب

أخي.. أما علمت أن أخسر الناس صفقة من اشتغل عن الله بنفسه، وأخسر منه من اشتغل عن نفسه بالناس..

فذخائر الله، وكنوز البر، ولذة الأنس، والشوق إليه، والفرح والابتهاج به لا يحصل في قلب فيه غيره، وإن كان من أهل العبادة والزهد والعلم !!

فإن الله سبحانه أبى أن يجعل ذخائره في قلب فيه سواه، وهمته متعلقة بغيره..

وإنما يودع ذخائره في قلب يرى الفقر غنى مع الله، والغنى فقرًا دون الله، والعز ذُلاً دونه، والذُل عزًا معه، والنعيم عذابًا دونه، والعذاب نعيمًا معه..

وبالجملة فلا يرى الحياة إلا به ومعه، والموت والألم والهم والغم والحزن إذا لم يكن معه..

فهذا له جنتان:جنة فى الدنيا معجلة،وجنة يوم القيامة مؤجلة.

نـزه فؤادك من ســـوانا تلقنـا  ::::  فجنابنـــا حـل لكل منـــــــزه

والصبر طلسم لكنز وصالنـا  ::::  من حل ذا الطلسم فاز بكنزه

اما قرأت قوله:﴿إن الدين عند الله الاسلام[آل عمران:19]، أما وقفت عند قوله:﴿ومن يبتغ غير الاسلام فلن يقبل منه وهو فى الاخرة من الخاسرين[آل عمران:85]، فالإسلام هو الاستسلام والانقياد لله، والتخلص من شوائب الشرك، فمن فعل هذا فقد سلم لربه، وخلص له كالعبد الذى سلم لمولاه، فهو في أتم راحة وأكمل طمأنينة، لا كالعبد الذي فيه شركاء متشاكسون، فهم كثيرون، وليسوا متفقين على حال، كل له مطلب يريد تنفيذه ويريد الآخر غيره، فما تظن حال هذا العبد مع هؤلاء الشركاء المتشاكسين؟!إن الله يريدك.. لكنه يريدك له وحده.. أما سمعت قوله: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك»

 كذلك كل من تعلق قلبه بغير الله يريد أن يرضي هذا ويرضي هذا، فتراه لا يستقر له قرار، ولا يطمئن قلبه في موضع, والموحد مخلص لربه، قد خلصه ربه من الشركة لغيره،قال تعالى: ﴿ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون[الزمر:29] ، فالله لا يرضى من عبده إلا أن يكون سالمًا له، مستسلمًا لأمره، هل تعرف لماذا؟!

لأن الله هو السلام، جل شأنه وتقدست أسمائه..

 فهل تعرف معنى اسمه السلام؟!

 


التعليقات