كيف سيسقط الانقلاب ؟

كيف سيسقط الانقلاب و الحراك الثوري الحالي ثابت على هذه الوتيرة؟!
ما الواجب علينا في تلك المرحلة؟
ما هو السيناريو المتوقع للأحداث و ماذا تخبئ لنا الأيام؟
في البداية لا بد من التنويه على قاعدة هامة في التخطيط .. و هي أن الضعفاء لا يضعون استراتيجيات .. حيث أن التخطيط الاستراتيجي (الثابت نسبيا) يحتاج لتثبيت العوامل و الظروف المحيطة .. و أنت لا تمتلك القوة لتثبيت تلكم العوامل ..
إذا فأسلوب الضعفاء يؤسس على حسن المناورة و استغلال الظروف المتاحة و انتهاز الفرص و محاولة طرق كل الأبواب بحثا عن المفتوح منها.
ثانيا أن فارق القوة الكبير بيننا و بين خصومنا و الذي يصعب ردمه بمجهوداتنا المتواضعة خاصة في محيط متربص ؛ يؤدي إلى ظهور الأثر القدري و الفعل الرباني المباشر لتعويض هذا الفارق .. و حتى يحقق موعود الله لأوليائه بالتمكين.
عند تأمل الأحداث الماضية فإن قدراتنا في إحداث المبادرة ضعيفة , و كذا القدرة على توجيه الصراع .. و في الغالب يصنع الحدث بشكل قدري بحت ( الثورة ) أو عن طريق فعل الخصم ( الجمل – محمد محمود – الانقلاب ) .. ثم نتماهى مع القدر أو الحدث و نستفيد منه.
قاعدة المكر الإلهي أحد أبرز ما يميز متغيرات الحياة اليوم..
نحن نتحرك و نجتهد و نحاول لكن لم يكن لنا طريق واضح .. حيث يأتي الحدث فنتفاعل معه بشكل صحيح .. ثم نستفد من ثمرته .. ثم ننتقل لمرحله اخرى نوجه إليها توجيها دون سابق تخطيط منا و ندفع إلى سيناريوهات و مسارات الحركة دفعا لا اختيارا.. بمعنى آخر أن الله هو من يختار لنا لا نحن.. و هكذا.
أي أن تطوير الأداء في الغالب يكون كرد فعل على تفاعلات الواقع لا كونه خطة وضعت مسبقا.. لكن محصلتها أفضل من ما لو كانت معدة مسبقا.
مثال:
اشتعال الثورة.. كان بأمر قدري .. فشاركت الحركة الاسلامية فيها بقوة.. و التقطت كثير من ثمرتها..
أحداث محمد محمود.. أشعلها العسكر فاضطرتهم لتسليم السلطة (الرئاسة و تحديد ميعات الانتخابات.
الانقلاب.. أخرجنا من دوامة الفشل في إدارة الدولة.. فأنقذ سمعة المشروع الاسلامي في الحكم.
رابعة كانت نقطة لحماية القصر .. ثم أصبحت اعتصاما و رمزا للصمود .. حتى فضوها .. فانبجست في كل محلة رابعة .. فتعاملوا معها بالعنف .. فانشطرت لتصيب كل حي و كل شارع و زقاق .. و تحولت سلميتنا أقوى من الرصاص .. لما دون الرصاص فهو سلمية..
إن الحفاظ على استمرارية الفعاليات إلى اليوم و إذكاء أجواء خلق الازمات و استدامة حالة عدم الاستقرار على مدار عام بالرغم من أننا في أضعف أحوالنا يعد إنجازا تاريخيا.
لذا علينا ابتكار آليات جديدة تضمن استمرار هذا الحراك و تصعيد أشكاله.
و في الختام يأتي السؤال : كيف نحسم هذه الجولة ؟..
على مستوى قدراتنا فإننا نعمل على أن تحسم المعركة بالنقاط لا بالقاضية..
ليس لدينا أداة للحسم .. و ما يجب علينا الأن هو الحفاظ على استمرارية الحراك الثوري تهيئة الأجواء لحدوث التغيير و الذي في الغالب -استنادا على طبيعة المرحلة -سيكون قدريا ..
هذا و الله أعلم.


التعليقات