أسقطوا أبو إسماعيل لتنتخبوا بثينة كامل !!

يرجى ملاحظة أن هذه المقالة من المقالات القديمة التي لا يتطابق تاريخ نشرها على الموقع مع تاريخ نشرها الفعلي

سؤال يؤرقني وكلمات تطن في أذني بدوي عميق عمق الكون وبعيد بعد الزمان والمكان؛ ونقطة بعيدة يشدها الخيط الواصل بيننا وبين أول هذه الأمة، عظيماً كريماً أبياً يرفض الظلم ويحرض ضد الظالمين, والمشهد بكل عناصره من الصوت والصورة, وبكل أبعاده من الزمان والمكان والإنسان, يشكل رؤية واضحة لنخبة شاخت عقولها وتحجرت فيها مسارب الفهم بصورة لا تمكنها من مواكبة حركة الأحداث وسرعة المتغيرات, فئة نشأت في فترة “الاستضعاف” وألفت عوائده, وكان من شر ما اكتسبت من تلك الفترة البغيضة الذل والاستبداد!!

فأما الذل: فمما مارسته عليهم الأنظمة الظالمة المجرمة.

وأما الاستبداد: فلأن المغلوب مولع دائماً بتقليد الغالب, ولأن المستبدين يطبعون دائماً المستبد بهم بطبائعهم.

ولذا كان من الطبيعي أن يدخل ذلك الجيل ـ ويدخلنا معه ـ مرحلة “التيه” ويتخلق بأخلاقه ومن شرها وأسوأها الجبن والإحجام عن المواجهة ورفض أية قيادة جديدة قد تحدث تغييراً أياً كان!!

كما كان من الطبيعي أن تظن المترهلة العجوز أن 1954م يمكن أن تعود في قراءة خاطئة لكل الظروف والوقائع وكل معطيات المشهد المحلي والعالمي.
إذ أن الشيخوخة كانت دائماً وستظل أبداً مرتبطة بالعلة والجمود فكان من الطبيعي أن تأبى الصحة والنشاط وكان من الطبيعي كذلك أن يكون الشباب هم مناط رفع العلة وشفاء الداء؛ مما يوجب على على هذا الجيل تحديداً أن يعي دوره المفصلي في تغيير حركة التاريخ والخروج من دائرة جيل “التيهان” إلى أفق النصر والتمكين.

 يتصدر حازم أبو إسماعيل الموقف ويدخل واثق الخطوة يمشي ليزعج الجميع, وحين أقول الجميع فإنما أعني: العلماني والإسلامي والمدني

وفي الحقيقة فإن غالب قطاعات الإسلاميين قد أخطأت قراءة مشهد الثورة الأخيرة؛ فإن مصر التي انتفضت انتفاضة الأسد قد اعتورها أنها ثارت على الذل في داخل القفص لا طلباً للحرية في خارجه مما حدا بالجلاد الجديد إلى بداية تجربة مختلفة لترويضه مرة أخرى بعد أن ذهب معلمه القديم؛ وخلاصة التجربة هي: اتباع سياسة الضربات الصغيرة والمحدودة في أماكن مختلفة من جسد الأسد حتى يعتادها ويعود إلى حالة الخنوع والعبودية مرة أخرى.
وهنا يتصدر” حازم أبو إسماعيل “ الموقف ويدخل واثق الخطوة يمشي ليزعج الجميع, وحين أقول الجميع فإنما أعني: العلماني والإسلامي والمدني والعسكري والشيخ والشيخوخة؛ بلا استثناء إلا واحداً وهو الشعب وخاصة منه الشباب؛ فالرجل ـ ولأول مرة ومنذ أزمان بعيدة ـ أراد أن يعيد صورة الشيخ القائد والعالم العامل؛ الذي يحرك الجموع ويستجيب لنبض الشارع ويدرك حساسية المرحلة وأهمية التحرر من عقد النقص والخوف وحسابات المصالح والمفاسد.

دخل الرجل إذن ليعيد الحالة الثورية كما كانت ويمثل ريادة المرحلة الثانية منها ليصحح الأوضاع ويعيد ماء الوجه للفئة التي يفترض أنه ينتمي إليها والتي تأخرت عن صناعتها أول مرة؛ فكان من الطبيعي أن تكشف هيئته المهيبة حالة الهزال المتاخمة, وكان من الطبيعي أن يتفق الجميع على اغتيال الحالة التي يمثلها أبو إسماعيل فقد قطع أنفاسهم في سباق لا يرحم إعاقتهم و حل الأحجية التي لا تناسب مرحلتهم.

وأشبه ما تكون “نخبة التيهان” تلك بالفأر والقرود، فأما الفأر فلواحدهم وأما القرود فلجماعتهم!!

وأشبه ما تكون “نخبة التيهان” تلك بالفأر والقرود، فأما الفأر فلواحدهم وأما القرود فلجماعتهم!!
إذ يحكى أن تجربة معملية أجريت لفأر أطلق في مضمار آخره قطعة “جبن” تسبقها صفيحة مكهربة فكان الفأر كلما أراد قطعة الجبن لسعته الكهرباء قبل بلوغها فيتشقلب ثم يلتقط بغيته؛ فصار هذا حالة يتشقلب ليأكل حتى أنهم لما فصلوا الكهرباء عن الصفيحة بقي يتشقلب أبداً قبل أن يأكل وكأن المسكين قد عشق شقلبة الألم أو صار لا يحيا إلا بها!! ومن المعلوم أن بين “جبن” الطعام و “جبن” الأخلاق وشيجة ونسب ..

وأما جماعة القرود فقد عانت تجربة العقاب الجماعي نتيجة طموح فرد من أفرادها لكي ينال حزمة موز علقت في أعلى السقف فإذا تسلق إليها سُلقت جماعته بالماء الساخن؛ حتى عُلمت انه لا نجاة لها إلا بمنع هذا الفرد الطموح، ومردت على ذلك أجيال قرود ترى الموز فوق رأسها ولا تجرؤ حتى أن تفكر فيه!!

غير أن كل ذلك لا ينبغي أن يدفعنا إلى سوء الظن بالجيل القديم فإن لكلامه منازع ثلاثة تعفي من العقوبة ولا تغير من الحقيقة؛ وهي منازع الخوف والغضب والفرح!!

أما الخوف :

فأما الخوف فممن يملك السلطة؛ وربما حدا الخوف بالمظلوم ان يظلم نفسه إن لم يجد من يسومه الظلم!! والخوف رافع للعقوبة والتثريب ألم تر أن الرجل شك في قدرة الله فأمر بإحراق نفسه وذريها لكنه دخل الجنة؟!

أما الغضب :

وأما الغضب فمن طالوت الشاب الذي زاده الله بسطة في العلم والجسم أن ينزع منهم الريادة أو يخوض بهم المهالك؛ وكم كان الغضب عذراً حتى أُعذر صاحبه في طلاق امرأته ونفاد أمره!!

أما الفرح :

وأما الفرح فبالعز بعد الذل والغنى بعد الفقر وضالة قد هديت وحياة قد ردت ودنيا قد انفتحت مكراً حتى ظنوها معطاءة وهي في أصلها شحيحة؛ وقد قال صاحبهم في مثل هذا أنت ربي وأنا عبدك فعفى الله عنه..

ولا أدري إلى ما يهدف القوم بمحاولة إسقاط حازم أبو إسماعيل؛ إذ لا أجد مصلحة واحدة فيما يجري؛ لا شريعة ولا واقعية ولا شخصية ربما؛ فالقوم يسقطون إن سقط؛ إلا إذا كانوا ينوون ترشيح الأخت الفاضلة ” بثينة كامل “  على حد قول أحدهم في أخت لها يوماً ما؛ أو إذا كان أحدهم ينوي سراً ـ وبعض السر إثم ـ أن يبارز أبو إسماعيل بالرئاسة في الوقت المناسب بصفته منقذاً تاريخياً للأمة ..
أما أنا فلي في الختام قولة واحدة ليس لها ثان، اعملوا على مكانتكم إني عامل..


التعليقات