على حافة التاريخ

نحن الان في مرحلة إرهاصات الملاحم (مقدمات المهدي) و هي أشبه ما تكون بمرحلة ما قبل البعثة (مقدمات بعثة النبي صلى الله عليه و سلم) بل إنها لا تقل خطورة عن تلكم المرحلة.

أوجه التشابه كالتالي :

1- البعثة هي مرحلة تبليغ الرسالة … و خروج المهدي و ما بعده هي مرحلة هيمنة الرسالة (تسقط الجزية ولا يقبل إلا الإسلام و يدخل الإسلام كل بيت مدر و وبر).

2- قبل مرحلة البعثة عم الضلال حتى نظر الله إلى قلوب العباد فمقتهم إلا بقايا من أهل الكتاب … و في هذه المرحلة (قبل المهدي) ملئت فيها الأرض ظلما و جورا فيأتي فيملأها عدلا و قسطا.

3- الكل يتشوق و ينتظر هذا الحدث فقبل البعثة كان أهل الكتاب و غيرهم ينتظرون نبي اخر الزمان … و اليوم الكل ينتظر معركة اخر الزمان مسلمون و نصارى و يهود .. فالمسلمون عندهم الأحاديث التي تحدثت عن الملاحم و يظنون أن وقتها اقترب (الشيخ احمد ياسين : زوال اسرائيل 2025 .. سفر الحوالي : بداية نهاية دولة اسرائيل استنادا على دراسة نبوءات من كتب بني اسرائيل 2012 “كتاب يوم الغضب طبع في سنة 2000”) … و النصارى ينتظرون هرمجدون في بداية الألفية الجديدة … و اليهود ينتظرون بناء الهيكل.

4- الإرهاصات و الدلائل و الأحداث الكبيرة : فقبل البعثة انطفأت نار الفرس و سقطت شروفات قيصر و كانت حادثة الفيل التي لفتت الأنظار الى الجزيرة مهد البعثه .. و اليوم 11 سبتمبر و احراق علم أمريكا في بقاع كثيرة في بلاد الربيع العربي و غيرها.

5- الرؤى : رأت أم النبي(صلى الله عليه و سلم) نورا يخرج منها يضيئ قصور فارس و الروم … و اليوم تتواتر رؤى المؤمنين و هي من بقايا الوحي و المبشرات بإقتراب المعارك الكبرى و انتصار الإسلام و تحرير الأقصى.

6- تمايز الصفوف : أيام البعثة رأينا افتراق البيت الواحد … و اليوم هناك تمايز و اصطفاف واضح و صريح … حتى استعلن بعضهم بالإلحاد و هي ظاهرة قد اختفت لفترة … و أصبح الناس يعرفون انفسهم بالعلماني و اليبرالي و الشيوعي (يفترق الناس إلى فسطاطين فسطاط إيمان لا نفاق فيه و فسطاط كفر لا إيمان فيه.

7-تهيئة الأجواء : في بداية البعثة الإمبراطوريات العظمى (فارس و الروم) تدخل فيه حروب تستهلكها لتمهد الساحة لبروز القوة الجديدة … و اليوم نشهد تراجعا في موازين القوة للدول العظمى على أيدي المؤمنين (روسيا و امريكا).

8- اقتراب الصراع من بؤرة الصراع المركزية (أرض الملاحم-دول الطوق) … فكانت أفغانستان في السبعينيات و الثمانينيات , البوسنة في التسعينيات , الشيشان في اواخر التسعينيات , ثم العراق فمصر و الشام.

و في الختام اعتقد اننا في مفصل تاريخي مهم و الفائز هو من ثبته الله و استعمله لإعلاء دينه حيث أن الفتنة في هذه الفترة اخطر ما يكون.


التعليقات