مشكلة سلفية

الكيان السلفي بمجموع تناقضاته اليوم يقوم على ركيزة رئيسية يتم بثها عبر أكثر مناهجه العلمية، ولا أقول التربوية لأنه وسط يفتقد إلى هذه الخصيصة إلا في النادر الأقل؛ إذ دروس العلم عندهم هي التربية والحركة كذلك.

يحركهم في ذلك دوافع ونوازع صحيحة وباطلة، فأما الصحيحة فحفظ هيبة الدين والعلم، والغيرة أو الخشية أن يتلقف السائل أو المسألة شخص جاهل، أو فكر ضال..

هذه الركيزة هي التجميع والتلفيق بشكل محكم في تناول كافة الأمور العلمية والنوازل الواقعية أو النظرات التحليلية، فالتصدر لدعوى العلم وتضخيم أهميتها، وكذلك مواجهة الواقع بصفة العالِمية أو الشيخ والداعية كذلك؛ تحتم على أبناء هذا التيار التصدي للإجابة على كل شيء تقريباً!

يحركهم في ذلك دوافع ونوازع صحيحة وباطلة، فأما الصحيحة فحفظ هيبة الدين والعلم، والغيرة أو الخشية أن يتلقف السائل أو المسألة شخص جاهل، أو فكر ضال فتضيع فرصة الإصلاح والتوجيه أو تنحرف في اتجاه آخر.

وأما النوازع المعلولة الباطنة فهي التزيي بلبوس العالم، وحسن الظن بالنفس واكتساب المكانة والهيبة في قلوب الناس، والتعجل بالاتصاف بالعلم والاستكبار بالصفة أيضاً فما ذا الذي لا يمكنه الجواب عنه أو عدم العلم به.

وسبب آخر علمي هو ندرة أو نضوب دراسة علم الأصول والقواعد الفقهية في هذا الوسط والاكتفاء بما يعتبرونه علم العقيدة والفقه، خاصة أن الفقه هو علم بمسائل تفصيلية، وهو ما يفسر كثرة التنقيب عن النادر والغريب والمخالف لأعراف الناس وطرحه وبلورته كما لو كان اكتشافه وإشاعته من الأمور المهمة.


التعليقات