الدُّعاة المتعالمون!

الدعاة قنطرة العلماء إلى العامة، فليس مطلوبا من العالم وهو يباشر عمله العلمي بعمق أن يراعي أحوال المتلقين من حيث فهومهم وثقافتهم، فتلك مهمة الداعية، الذي يتلقى ما يثبته العالم ويحاول إيصاله إلى عموم المسلمين، مستخدما في ذلك وسائل التيسير اللغوي والاختصار والإقناع الخطابي وغيرها من الوسائل حتى تتم الفائد..

الإشكال الثاني أن يغتر الداعية بكثرة الأتباع ويعتقد عالميته فيبدأ في الحديث فيما لا يحسن، ويتدخل فيما لا يجيد، ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب..

لكن الإشكال أن العامة، وربما عامة طلبة العلم أيضا، أو من حصّل بعض الدرجات في سُلم العلم يرتبط بالداعية أكثر من ارتباطه بالعالم، ويعتقد في الداعية عالمية غير حقيقية لوجود الأضواء والأتباع، ويشبه هذا الارتباط ما يحدث للطالب في مدرسته عندما يقوم الأستاذ بشرح مادة معينة، فربما لا يلتفت الطالب أصلا إلى من وضع الكتاب وألفه، ويعتقد في هذا الأستاذ عالمية بالمادة..

وفي الحقيقة أن المدرس ينتهي دوره عند فهم المادة التي وضعها العالم، ومن ثم تبسيطها وإيصالها لطلابه، ونِعم الدور…

الإشكال الثاني أن يغتر الداعية بكثرة الأتباع ويعتقد عالميته فيبدأ في الحديث فيما لا يحسن، ويتدخل فيما لا يجيد، ومن تكلم في غير فنه أتى بالعجائب، وفن الداعية ينحصر في التواصل مع المجتمع الذي ربما ينشغل العالم بمسائله عن ذلك…

بالطبع هذا كله إذا لم يترق الداعية إلى العالمية، أو أن يجمع العالم مع علمه قدرته على التواصل مع المجتمع.


التعليقات