كل شيء ممكن … إلا كونه دينًا (الهدم الناعم!)

تتعدد طرائق محاربة هذا الدين، وتختلف معاول الهدم له، فمن معاول خشنة، مدببة، ذات نَصْلٍ قاطع، إلى المعاول الهادئة الناعمة، التي تحمل في طياتها مدحا، لكنها في حقيقتها تخرج هذا الدين عن سرّه وقوته، فمن مدح الدين باعتباره (تراثًا) على ما تحمله هذه الكلمة حط ودونية، وإن كانت في شكل مدح، فالتراث يتم الاهتمام به باعتباره تراثا (قد كان)، ولا يختلف في هذا تراث عن تراث..

إن خطورة الحرب أنها تأخذ أشكالا متعددة، بعضها (مصادم)، وبعضها (يداهن) من جهة، لكنه يخلع (قانون) الرقي والقدسية الشرعية والدينية، إلى نظر أَدْون..

بل إذا كانت القيمة الحضارية المادية لمرحلة أعلى يتم النظر إليها باعتبارها تراثا (أرقى)! فيخرج الدين عن كونه (قانون الحياة)، وحاكمًا للأفراد؛ إلى كونه (محكومًا)، ينظر إليه بعين الشفقة حتى وإن شابتها نظرة الاحترام، كما يتم التحدث إلى البائع أو البائعة بكلمات لطيفة، لكنها تحمل النظرة الدونية، والاستعلاء، وتُظهرها، ولو من نبرة الصوت! بالرغم من أن الكلمات في ذاتها كلمات مدح!

ومنها النظر إلى الإسلام باعتباره (نمطًا حضاريًا) تتم دراسته باعتباره المادي، وبقوانين الحضارة، وعرضه عليها، ومدح ما يمكن أن يتوافق فيه (الدين) مع النمط الحضاري النموذجي، لكنك إذا قبلت المدح من هذا الباب؛ فحتما لابد أن تقبل الذم من ذات الباب، لقبولك لذات الأصل الذي تم تأسيس المدح عليه، فالقاعدة لابد أن تكون مضطردة منعكسة …

إن خطورة الحرب أنها تأخذ أشكالا متعددة، بعضها (مصادم)، وبعضها (يداهن) من جهة، لكنه يخلع (قانون) الرقي والقدسية الشرعية والدينية، إلى نظر أَدْون، وهذا ما قد يُكتفي به في مرحلة من المراحل، بل إن من هذه الطرائق ما يكون (ممتعًا مُسليا) بحيث يرى صاحب الدين عقيدته يتم هدمها أمام عينه، وهو مبتسم مستمتع، وربما مشجع!


التعليقات