مرة أخرى صراع السيادة

يتلخص المشهد في معلم فرنسي لبضعة طلبة في فصل دراسي، يسيء لمقام رسول الله الأعظم ﷺ وهو معلم البشرية ورائد لأكبر جماعة إنسانية خلقها الله.

ولربما تفهم البعض حب بعض تلاميذ المدرس الفرنسي له وتقبل أن يقذف ولو حجراً على من يسبه أمامه، لكنهم لا يستطيعون تفهم كيف ينتفض ولو واحد من المليار وبضعة ملايين لينتحر ذلك الوغد الحقير؛ الذي يتطاول على مقام من يؤمن هذا -الواحد الفرد الأفذ- بأنه رسول ابتعثه الله في الأميين ليخرجهم من الظلمات إلى النور وينقذهم من شفير جهنم بعد إذ كادوا أن يتردوا فيها، فأعتق رقابهم وآباءهم وخلقاً كثيراً من النار.

هو صراع الاستعلاء بين القيم الغربية الحديثة والحقيرة أيضاً وبين قيم الإسلام ومفاهيم الشريعة العظيمة الكريمة، وأي محاولة لجر المسألة إلى ساحة أخرى؛ هي محاولة مجرمة أو غافلة على أحسن تقدير.

نفس قضية الاحتفال بالعري والزنا والشذوذ، والاشمئزاز من الحجاب والتعدد والعفاف، نفس قضية حرية الردة مع أنها خيانة لدين وأمة بأكملها، في مقابل تجريم الخيانة الوطنية!!

وهي نفسها قضية شيطنة الجهاد واعتباره أكبر جريمة عرفتها البشرية، بينما يحتفلون بقتل الملايين واحتلال أراضيهم في كل أصقاع الدنيا ليل نهار، فليكن قتالاً باسم القيم الغربية أو القوانين الإنسانية أو الوطن أو الحق التاريخي لما يسمى بإسرائيل أو الحروب العالمية، أو الصليبية، المهم ألا تكون “جها.داً باسم الله وطاعة لأمره!

هو صراع الاستعلاء بين القيم الغربية الحديثة والحقيرة أيضاً وبين قيم الإسلام ومفاهيم الشريعة العظيمة الكريمة، وأي محاولة لجر المسألة إلى ساحة أخرى؛ هي محاولة مجرمة أو غافلة على أحسن تقدير.

لكن الشيشاني الذي قام للمجرم فانتحره أحرج الجميع وجعلهم في ورطة، وأعني بالجميع؛ كل من دعم واستنكر نحر المعلم الفرنسي -الذي لا يستحق شرف النسبة- من الكفار ومن خلوف الأمة المخنثين تخنثاً مُشكِلاً؛ الذين ينزفون الدم لقتل مجرم ولا يقشعرون لسب نبي ﷺ!

فهم يقولون سيعود فعله بالضرر على الأمة أو على مسلمة أوربا، كما يتخذ الأوربيون بالفعل إجراءات قمعية ضد المسلمين، ولكن لماذا؟!

إن إيواء الغرب لبعض المسلمين من جنسيات أخرى؛ ليس منة منه -وهي شبهة يدندنون عليها- فلو لم ينتزع الغرب أولئك من أوطانهم ما رحلوا إليه..

إما أن تجعلوها قضية فردية شخصانية، فلا يتلسن الماكرون الصغير بأنها إرهاب إسلاموي -كما ترجموها-، وإما أن يعترف بأنها قضية أمة الإسلام التي يغتالونها معنوياً بعدما اغتالوها دموياً من الوريد إلى الوريد.

أعرفتم قيمة ما فعل الشيشاني وهو الأعجمي الذي لا يعرب، والأجنبي الذي لا يتعرب، الذي خرج من أقاصي الدنيا بلا نسب ولا قرابة، ثم علم أن دم من سب النبي ﷺ هدر فأهدره، ثم قُتِل في ذلك، وهو يقول: لا نجوت إن نجا وإلى الله الملتجا.

وأخيراً فإن إيواء الغرب لبعض المسلمين من جنسيات أخرى؛ ليس منة منه -وهي شبهة يدندنون عليها- فلو لم ينتزع الغرب أولئك من أوطانهم ما رحلوا إليه، فهو الذي هجر عشرات الآلاف من أسلاف المسلمين العرب المغاربة -بعدما قتل منهم الملايين- من ديارهم ليعملوا سخرة في مصانعه وحقول العنب وغيرها، ومن قبلهم استعبد مئات الآلاف من الأفارقة لنفس الأسباب وأكثر منها، وهو الذي انتهب ثرواتهم ومقدراتهم ومازال.

هو مدين بتعويضات مليارية واعتذار وصغار لأولئك وليس ذا منة عليهم ولا فضيلة وليس أهلاً لها، وسنخوض معهم صراع السيادة حتى النهاية، (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون).


التعليقات