الاستقلال التام أو الموت الزؤام

من الأفكار التي ثبت زيفها مرارًا وتكرارًا.. ورأى الناس بأم أعينهم ما حسبوه ماءً سرابًا.. الاعتقاد بأن خروج الاستعمار من أرضهم كاف في دخول عهد الحرية.. ونسوا -كما قال الناصح- إن التخلص من الاستحمار أهم من التخلص من الاستعمار..!

ما فائدة أن تتخلص من المستعمر الخارجي ليستحمرك الذين حلوا محله من أبناء جلدتك؟

ما فائدة أن يخرج المستعمر ويحكمنا قانونه.. ويتولى أمرنا من يرضى هو عنه؟

إن الاستقلال التام والحرية الحقة: هي الخروج من عبادة العباد (الذين يستعمروننا و الذين يستحمرونا) إلى عبادة رب العباد.. هي التحرر من الخضوع من كل دين (نظام) غير دين الاسلام.. الدين الوحيد الذي ارتضاه الله لنا.. قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا).. فلينعم الديمقراطيون بالحقوق والحريات في نظام وضعوه بأنفسهم.. وقانون وميثاق كتبوه بأيديهم.. ولينعم المسلمون.. بما ارتضاه الله لهم من دين.. وما أنزله لهم من كتاب.. (لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ).. (لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ).. ألا تؤمن أيها المسلم.. أن ما من خير في الديمقراطية إلا وفي كتاب الله خير منه.. وما من شر في الديمقراطية إلا وكتاب الله منزه عنه؟ فلماذا لا نخرج من جور الديمقراطية إلى عدل الإسلام؟ ولما نتحرج من المناداة بأن لا بديل لنا عن كتاب الله.. ولا خيار لنا في غيره.. وأن لا استقلال تام ولا حرية حقيقية إلا في تطبيق شرع الله.. وتنحية أي قانون وأي نظام من وضع البشر (ولو كان الديمقراطية)؟ (كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ)..


التعليقات