الفطاطري حاتم الجمسي … نموذج جديد لصناعة السياسي!!

ما أن فجرت صحيفة النيويورك تايمز فضيحة استعانة القنوات والبرامج المصرية أمثال أون تي في، وسي بي سي بالضيف الذي يقدم كمحلل سياسي وخبير بالشأن الأمريكي حتى علت وجهي ابتسامة لم أستطع منعها… نعم هذا هو منهج صناعة البطل وصناعة السياسي والقيادي، إنه دور المخابرات التي أصبحت تدير كل شيء، وتنتقي الطماطم العفنة من قاع (القفص) ليتم تقديمها على أنها (من وش القفص)!

وأؤكد أنني أحترم جميع المهن، ولا علاقة في كل الأحوال بين المهنة وفهم الواقع، لكن الأمر أكبر من هذا، إنه التدليس على الأمة

وما أن يتم التلميع حتى يتم التدريج في الاستخدام، والقفز بحسب ظروف كل مرحلة، ورص قطع المكعبات بطريقة موهمة لتكوّن شكلا يحسبه الظمآن ماء، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، ووجد عنده ضابط مخابرات يقوم بعمل (الماكينج أب)…

وأنّى لنا أن نصل إلى قطعة المكعبات هذه، وقد أحاطها صانعها بهالة من البهاء والجلال، حتى يصل في مرحلة من المراحل بأنه لا يمسه إلا المطهرون، ولا مطهر بالطبع إلا (رجالــ)(ـهم)!!

إن تهيئة مكان للعمل هو حمام الفطاطري ووضع خرائط على حوائطه تظهر خلفه عند الاستضافة تشي في الحقيقة عن حقيقة البيئة التي تنبت فيها تلك الزعامات، فإياكم وخضراء الدمن، فقد شربنا منها عقودا طويلة… وما زلنا!!

وأؤكد أنني أحترم جميع المهن، ولا علاقة في كل الأحوال بين المهنة وفهم الواقع، لكن الأمر أكبر من هذا، إنه التدليس على الأمة، واختيار أصحاب العورات المكشوفة التي لا يسترها إلا (الباشا)، وإن خرج عن السيطرة أو النهج المرسوم له بدقة فما أسهل أن يتم رفع الحجاب عنه حتى تنكشف عورته، ويتم ضربه بيد من حرير إن كان في جعبته ما يضير، ويمكن الاستفادة منه بعد الأزمة، أو يتم ضربه بيد من حديد إن كان المطلوب هو إنهاؤه والتخلص منه .. ويا عيني عليكي يا بلدي!


التعليقات