تلاشي المساحات الرمادية

الشيخ سلمان العودة من أول من سمعت دروسهم الصوتية في التسعينات مثل (حقيقة التطرف، وأسباب هلاك الأمم)، والتي كانت تتجاوز السقف المعتاد في الطرح الدعوي بالسعودية وقتها… وقرأت بعض رسائله القديمة التي أثارت زوبعة مثل سلسلة رسائل الغرباء….

شعار الحلف الإماراتي السعودي المصري المرضي عنه إسرائيليا (من ليس معنا فهو ضدنا)…. وهذه رسالة لابد أن يدركها الجميع ويبنوا عليها حساباتهم  فلم تعد هناك مساحات رمادية يمكن الاختباء فيها أو العمل من خلالها.

وكان يُعتبر آنذاك مع أخيه الشيخ سفر الحوالي على رأس تيار الصحوة المعارض للسماح بإقامة قواعد عسكرية أمريكية في الخليج… وقد مزجا بين العلم الشرعي والاهتمام بالواقع والحديث في قضايا الساعة، ودعما التيارات الإسلامية علنا في مصر والجزائر أثناء حقبة التسعينات القمعية، وتعرضا مع غيرهما من الدعاة للسجن عدة سنوات، بلغت ٥ سنين للشيخ سلمان.. وكانت بعض الأوساط تنظر للعودة أنه يريد تثوير الحالة السعودية كما في نموذج الثورة الإيرانية، وتحدث عنه بعض منفذي أحداث سبتمبر في وصاياهم باعتباره من الرموز الأسيرة.

عقب خروج الشيخ سلمان من السجن تغير خطه الدعوي، وتوجه نحو الاهتمام بالأمور الإنسانية والأسرية والاجتماعية، وأقر بنفسه بذلك التغير باعتباره نتاج تراكم الخبرات وتطور فهمه للواقع، حتى أنه زار تونس عام ٢٠٠٩ ومدح بن علي في مقال شهير، كما تقارب مع نجل القذافي ودعم مراجعات الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وكتب مقدمة كتب المراجعات، وزار عناصر الجماعة في سجن أبوسليم ليلقي عليهم محاضرات.

ثم جاءت أحداث الثورات وما تلاها، وحرص الشيخ سلمان على عدم مصادمة خيارات النظام السعودي، وأكتفى بالسكوت عما لا يرضيه…. ولكن واقع المنطقة لم يعد يحتمل ذلك، فشعار الحلف الإماراتي السعودي المصري المرضي عنه إسرائيليا (من ليس معنا فهو ضدنا)…. وهذه رسالة لابد أن يدركها الجميع ويبنوا عليها حساباتهم  فلم تعد هناك مساحات رمادية يمكن الاختباء فيها أو العمل من خلالها.


التعليقات