ظاهرة التمشيخ ومزاعم التجديد

نماذج التمشيخ السلفي المعاصرة فيه خلل من وجهة نظري؛ فهي تقوم على تصدير طالب علم نفسه للفتيا الشرعية والإعجاب في ذلك لا يخفى، ولا يسلم معه من حب الظهور.

الفكرة ليست إقامة أصنام جديدة بعد سقوط برهامي وأشباهه. ولا استبدال رمزيات ابن عثيمين والألباني بغيرها. وإنما التجديد الحقيقي هو إحياء تعظيم الدليل في النفوس وبث أخلاق الإيمان بعلم ووعي.

كما أنه غالبا يصاحبه تعالم واضح حيث يجتهد في إظهار حصيلته العلمية أكبر من حقيقتها. بالإضافة للكبر الغالب عند هؤلاء بالتعامل مع الآخرين بالتجهيل والتسفيه وطلب التبعية الشرعية من الآخرين قبل تحصيل مناطاتها.

والتجربة الموافقة للشرع تثبت أن القيمة الحقيقية للعلم بالعمل والتواضع وغرس تعظيم الشرع في النفوس وقول الحق في الكريهة. وهذا هدي السلف الصالح حيث كانوا يحبون أن ينتشر العلم ولا يعرف عنهم شيء.

فالفكرة ليست إقامة أصنام جديدة بعد سقوط برهامي وأشباهه، ولا استبدال رمزيات ابن عثيمين والألباني بغيرها، وإنما التجديد الحقيقي هو إحياء تعظيم الدليل في النفوس وبث أخلاق الإيمان بعلم ووعي.

قال تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ الْبَعْثِ ۖ فَهَٰذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَٰكِنَّكُمْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. وقال تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}.

فالعلم واتباع السلف ليس قوالب وأشكال ومناظر وإنما حقائق ومعاني ومقاصد شرعية من حققها فهو أولى الناس بوصف العلم ومنزلته.


التعليقات