الإخوان وفلسطين

للإخوان المسلمين فضل على سائر الجماعات الإسلامية بل والمسلمين جميعاً في إبقاء قضية فلسطين حية في هذه الأمة منذ الاحتلال الصهيوني اليهودي إلى اليوم، حتى أشغلتهم الأوضاع المحلية والإقليمية بالبطش والعسف.

وقد كان تركيز الإخوان على القضية الفلسطينية -فضلاً عن كونه واجباً شرعياً- إلا أنه كان إرثاً تاريخياً كذلك؛ لكونها الجماعة الأقدم والتي ارتبط وجودها ونشأتها بسقوط الخلافة واحتلال فلسطين، فلم تتفاعل الجماعة بنفس الدرجة مع قضايا أخرى كأفغانستان مثلاً، نحوها في ذلك ككثير من الأطروحات القديمة التي تتشبث بها الجماعة.

ويرجع تأثر الجماعة بالموروث وتركيزها على قضاياه إلى حقيقة أن الجماعات أو الفئات عامة تبقي أسيرة النشأة كما كان يكثر يقول شيخنا رفاعي سرور رحمه الله، وهو ما يؤكده الواقع ويكاد أن يكون سنة في أكثر الخلق وهو امتداد “للنمط الآبائي” في العقلية البشرية.

وعلى أي حال فقد شكل انشغال الإخوان وغيبتهم أو تغييبهم عن واجهة الصدارة في هذه القضية؛ ثغرة خطيرة تظهر آثارها هذه الأيام خاصة، وكذلك تعجلت الأنظمة العميلة في محاولة فض ملف الإخوان المسلمين والانتهاء منه قبل البدء في تنفيذ مخطط تهويد القدس؛ والذي أخرته الثورات العربية وصعود الإسلاميين؛ عشرة سنوات على الأقل.

جدير بالقول أن المسلمين قد تباكوا على فلسطين بلا كثير عمل حتى أصبحت عندنا فلسطين والعراق وفي كل شبر من بلاد العرب دم مهراق، وكان حري بهم أن يسعوا إلى إسقاط الحكام الخونة منذ كامب دافيد كما حاول الإسلامبولي ورفاقه رحمهم الله؛ لكنهم تركوهم وانشغلوا بالبكائيات حتى نسوا فلسطين ونسوا أوطانهم ويكأنهم، (نسوا الله فأنساهم أنفسهم).


التعليقات