قطر وأنموذج لصناعة التميز في مقابل الفهلوة!!

قطر تعمل على إدارة الأزمة الحالية و “استثمار الحصار” -إي والله كما أقول بمنتهى الدقة- ، بل وزيادة أوراقها التفاوضية في الصراع الحالي.

دول الحصار التي فوجئت أنها تعمل في الفراغ ولا يستطيع دفعها للتعقل إلا مكالمة تليفونية من ترامب

وأرى أن رصيدها السياسي عبر الثلاثين عاماً الماضية والتي جعلتها وسيطاً في كافة صراعات المنطقة، وآخرها الصراع بين إريتريا وجيبوتي على جزيرة دميرة المتنازع عليه، حيث تحركت القوات الإريترية لتحتل جبل دميرة في نفس توقيت انسحاب قوات حفظ السلام القطرية من المنطقة الحدودية يوم ١٤ يونيو الماضي؛ عقب انحياز البلدين المتنازعين للسعودية في حصارها لقطر؛ مما أعاد الأزمة بينهما إلى نقطة الصفر.

واستمرت قطر في الدبلوماسية الهادئة ذات الجرعات المركزة والموجهة جداً لتحقيق أهدافها بمنتهى الدقة من عقد الصفقات الاقتصادية مع كبريات الشركات البريطانية والفرنسية والألمانية وهي التي توجه العمل السياسي والدبلوماسية في بلدانها، وكذلك زيادة إنتاجها من الغاز إلى ٣٠% في ضربة اقتصادية موجعة للسعودية ستظهر آثارها لاحقاً.

شكلت قطر لجنة للمطالبة بالتعويضات وأخيراً التقى أمير قطر في مكتبه؛ بفاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية في تلويح إلى إمكانية مقاضاة دول الحصار والحصول على تعويضات منها أو قررات إدانة لبعض المسئولين فيها.

دول الحصار التي فوجئت أنها تعمل في الفراغ ولا يستطيع دفعها للتعقل إلا مكالمة تليفونية من ترامب، فوجئت هذه الدول بأنها لم تقم بأي جهد دبلوماسي -إن كان فيها من يعي ذلك أصلاً- للحصول على تأييد دولي أو قبول بقراراتها السياسية فضلاً عن التلويح بالعسكرية.


التعليقات