الموقف من الانتخابات

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

بخصوص الانتخابات البرلمانية المجراة حاليا، فإن الجبهة السلفية تؤكد على ما يلي:

– نؤكد على عدم الاعتراف بمنظومة الحكم الدكتاتورية القائمة حاليا، ولا كل ما ينتج عنها. فهي ليست سوى انقلاب قام على دماء المصريين، فاقد لشرعيته من أول يوم. وهي تعلن العداء للنصوص والثوابت الدينية، وتوالي الصهاينة وتحمي مصالحهم، وتعرض نفسها للعالم أنها صمام أمان ضد المشروع الإسلامي. فضلا عن قتلها وتشريدها للمصريين في سيناء، وحصارها لأهل غزة وإغراق حدودها لقطع الحياة عنهم، ودعم المجرم بشار، وغيرها من الجرائم القاطعة بأن هذا النظام لا يمثل مصر. بل كيف تكون تلك انتخابات ممثلة للمصريين، بينما عشرات الآلاف من الشباب والقيادات والدعاة والعلماء في المعتقلات، يعانون من التعذيب والموت البطيء؟!

– كما أنه من ناحية الموضوع، فإن الانتخابات ليست سوى حلقة جديدة من الاستهزاء بالمصريين؛ إذ يحددون مسبقا من سيدخل البرلمان ويتحدثون عمن سيرأسه، ويعلنون مسبقا الموافقة على كل القوانين الباطلة التي يسنها السيسي، بل؛ ويعلنون انقلابا على دستورهم الباطل السابق، الذي صوروه كانتصار للمصريين، ليعطوا لرئيسهم المجرم صلاحيات أوسع. ولا أدل على أن المشهد برمته مزور، من اللجان الخاوية التي رأيناها في مسرحية انتخابات الرئاسة الهزلية، والتي اضطروا معها لمخالفة دستورهم ومد التصويت.

– كما نؤكد على الدور الإجرامي الذي يقوم به حزب النور، الذي لا يقوم إلا في كل مرحلة يحتاجه فيها النظام ليشرعن جرائمه، بدءا من الانقلاب ومرورا بالدستور ثم الآن، باستدعاء قضية الشريعة التي ليست في حقيقتها عندهم سوى حماية الأنظمة الطاغوتية، والبحث عن أي مكسب معها. فالمشاركة في هذه الانتخابات هو تعاون على الإثم والعدوان الذي طال الملايين من المسلمين من أبناء مصر الذين قتلوا وأسروا وهجروا في سيناء. وغيرهم ممن قتلوا ظلما في الميادين والشوارع أو المصابين. ومن ألقوا في غياهب السجون والمعتقلات. وكذلك؛ هو إضفاء للشرعية على النظام العلماني اللاديني الفاسد.

إن ما وصلت إليه مصر خلال أكثر من عامين من استيلاء العسكر على الحكم، والتوحش في القمع والاستيلاء على مقدرات مصر، وما رآه الناس من انهيار اقتصادي، ووعود كاذبة، ودساتير شكلية يغيرونها كل حين حسب حاجتهم، لهو كفيل ببيان فساد المشاركة في انتخابات الزور تلك، التي لا يريدون بها سوى شرعنة القمع والدموية.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

الجبهة السلفية بمصر

السبت، الرابع من محرم 1437 هـ، الموافق 17 أكتوبر 2015 م


التعليقات