يناير جديد

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

تتجدد خلال أيام ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، والذي كان من أهم ما أثبتته هو وهن الأنظمة المستبدة وعدم استقرارها. فنظام مبارك كان يبدو أكثر استقرارا من خلفه الحالي، وجموع الشعب كانت أقل وعيا، ورائحة الحرية قد غابت عن ذاكرة أجيال كاملة.

وإذ تتجدد ذكرى الخامس والعشرين بما تحمله من معان، في ظل الاستبداد والقمع الذي يجثم على صدور المصريين؛ فإن الجبهة السلفية تدعو أبناءها وجموع المصريين إلى استكمال مسيرة الصمود في الشوارع والميادين، وتؤكد على ما يلي:

– نتقدم بالتحية إلى الشباب الحر الصامد في شوارع مصر رغم القتل والتنكيل والخذلان. ونؤكد أن صمود هؤلاء الأحرار هو الذي حفظ الثورة حية، ووقف حجر عثرة أمام العسكر ومخططهم لكسر الشارع وكسب الشرعية.

– نؤكد على حرصنا على الثورة والوطن والوحدة والتآلف دون إقصاء لأحد، ودون تنازل عن الثوابت. وهذا الخيار الاستراتيجي للجبهة ظهر في مشاركاتها في محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها من المواقف الثابتة لها ، ولكننا نؤكد أن ما أرسيناه في بيان التوافق أن هذا لا يتحقق إلا على مطالب الثورة واحترام الهوية والاستقلال عن الهيمنة ، وليس على مكاسب سياسية أو ضوابط خارجية.

– إن مسيرة الثورة المصرية قد بدأت بالفعل من ٢٥ يناير ٢٠١١، ومرت بمراحل زادتها وهجا ونقاء بما يستحيل معه تلخيصها في ذكرى. وإن تغيير معادلات المشهد هو الكفيل بنجاح المرحلة الحالية بفضل الله، وهذا هو واجب الثوار .

– أهم ما تميزت به ثورة يناير أنها انطلقت من حركة شبابية وتلقفها الشعب وناصرها بعض السياسيين. فالحراك السياسي هو الذي تفرضه الثورة ومطالبها، وليس العكس.

– لقد كانت قضية الهوية مكمن الخلاف الحقيقي لمدة أربع سنوات. وتصريحات السيسي ورموز نظامه ضد الخلافة والنصوص الإسلامية والهوية العلمانية مستجدات لا يمكن تجاوزها ، ويجب أن يكون رفضها والالتفاف حول الهوية الحضارية معلما ثابتا لنجاح الثورة بما يكفل الحقوق وعدم الإقصاء لأحد.

– كما نشير إلى حالة التناقض بين رؤوس النظام، وتضارب مصالحها مع جمود حركته، واستمراره الأحمق في خطه العسكري الغاشم على كل المستويات، في تسخين مستمر لن يؤدي إلا إلى الانفجار. وهو ما يظهر غياب الرؤية السياسية والتنموية مع محاولة اكتساب أي شرعية على حساب دماء المصريين؛ بما يجعله مسئولا عن كل ما أصاب البلاد من انهيار وخراب وغياب أمني.

وأخيرا: ندعو جميع الأحرار والشرفاء إلى المشاركة في تظاهرات ٢٥ يناير ، ونعلن عن مشاركتنا وفق رؤيتنا لنجاح الثورة بالالتفاف حول الهوية ورفض الهيمنة وإسقاط حكم العسكر. ونحيي بسالة معتقليا وأسرانا، رغم أحكام الإعدام والمؤبد ، بحق شيوخنا وشبابنا وإخواننا، التي لن تثنينا عن الثبات على طريق الثورة والفداء.

والله أكبر والعزة لله

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

الجبهة السلفية بمصر

 


التعليقات