عبقرية القيادة وتطورات الحراك الثوري

يمر الواقع الثوري اليوم بلحظة إيمانية فاصلة فكثير من الشباب بدأوا في اليأس وبدأت تراودهم الشكوك في وعي وقدرات قياداتهم .. فبعد عام كامل من الحراك الثوري بدأ سؤال يطرح نفسه هل هذه القيادات بالفعل جديرة بالقيادة؟ أم أننا بحاجة لقيادة جديدة أكثر إبداعا وحزما وشجاعة في اتخاذ القرارات؟

 

ان مسألة عبقرية القيادة هي مسألة تقديرية قدرية في ذات الوقت فمن يراه البعض مفتقدا للكفاءة قد يكون مالكا لها وهم لا يعلمون وقد وقع هذا الامر لبني اسرائيل في قصة طالوت صريحا حينما رأوا عدم أحقية طالوت بالملك لأسباب ظاهرية يقيسون عليها فكان التوجيه الرباني باعتبار أسباب أخرى ليست محل اعتبارهم وجعلها هي المناط الحقيقي للاختيار ..

والحقيقة أن هذا السؤال ليس جديدا فما زال يتكرر على مدى أربعة عشر قرنا إذ بعد انقطاع الوحي ما عاد أحد يستطيع أن يجزم إن كان فلانا أحق وأجدر بالقيادة أم لا .. وبالرغم من ذلك فقد مضت الأمة في طريق العز والكرامة قرونا اذ كانت تدرك الحقيقة التي لم يدركها الكثيرون بأن ركن النجاح الحقيقي ليس هو القيادة ولكن الجندي والتابع وأن كثيرا من الجيوش لم يكن سبب انتصارها وجود قائد فذ على رأسها ولكن بسبب انضباط جنودها ويقينهم ..

ان مسألة عبقرية القيادة هي مسألة تقديرية قدرية في ذات الوقت فمن يراه البعض مفتقدا للكفاءة قد يكون مالكا لها وهم لا يعلمون وقد وقع هذا الامر لبني اسرائيل في قصة طالوت صريحا حينما رأوا عدم أحقية طالوت بالملك لأسباب ظاهرية يقيسون عليها فكان التوجيه الرباني باعتبار أسباب أخرى ليست محل اعتبارهم وجعلها هي المناط الحقيقي للاختيار ..

وفي ذات القصة تتجلى خطورة فقدان الثقة بين القيادة والاتباع كما تتجلى أيضا النتائج المبهرة حينما تتحول نفوس الاتباع لنفوس قادة .. فعندما تفقد الثقة يكون المصير أن ينصرف الاتباع عن قائدهم ويتركوا طاعته (فلما كتب عليهم القتال تولوا إلا قليلا منهم .. فشربوا منه إلا قليلا منهم .. قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده) وعلى النقيض فهناك نفوس لأتباع آخرين تحولت إلى نفوس قادة (قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين) هم لم ينتظروا تثبيتا وتحفيزا من قائدهم بل كانوا هم من يثبتون ويحفزون ولذلك كان النصر على أيديهم هم فيذكرون هم لاحقا وتنتهي مهمة طالوت وذكره (ولما برزوا لجالوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء) وهكذا يأتي النصر على يد الاتباع لا على يد القادة .. فهل نفقه؟


التعليقات