خواطر من سورة الأنبياء

ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ (9)

هو وعد صادق يؤمن به و ينتظره كل مؤمن و يغفل عنه من أعرض عن وحي ربنا
لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (10)

فهذا الوحي يصف حالكم اليوم و ما ينتظركم في الغد.. فأيقنوا بالنصر و اصبروا على الحق أيها المؤمنون .. و ارجعوا عن غيكم وإجرامكم فدائرة السوء عليكم أيها الغافلون.

وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ (11) فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ (12) لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَىٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ (13) قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ(14) فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ (15)

هكذا كان حال أسلافهم الذين لم يعتبروا بالآيات و أخبار من سبقهم.. و هذا ما سيصيرون إليه قريبا و هم مصرون على غيهم.. فيرى المؤمن مصارع القوم الآن رأي العين في حين ستفجؤ المجرمين قارعة العذاب و هم لا يشعرون.

وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتَّخِذَ لَهْوًا لَاتَّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ (17)

فالله لم يخلق الناس عبثا.. ليفسد المجرم و لا يآخذ و يعمل الصالح و لا يكافأ.. لذا..
بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ (18)
فهي سنة ثابتة و قدر محتوم لا مفر منه و لا مناص.. فالحق ظاهر ولو اجتمعوا لإطفائه فلا تظنن أنه منحسر بل بعده المد العاتي.. و الباطل زاهق مهما انتفش مقصوف رأسه مهما طال عوده و اشرأب بعنقه.

وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (20)

أنا لك أيها المؤمن أن لا تنتظر النصر و ترى أن أسبابه بعيدة و هذا الكون العظيم يقف في صفك و كل من فيه ينصرك على عدوك.. في حين أن خصومك قد تولو من لا يملكون لهم نفعا و لا ضرا بل لا يستطيعون نصرهم و لا أنفسهم ينصرون..

أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ (21) لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ۚ فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (22)

فيا أيها المؤمن لو قدر عليك من ربك ما يؤلمك فلا تسأل لم فهو الحكمة و إن لم تبلغها.. و انشغل بما أوجبه الله عليك من شرائع بالصبر و المصابرة و الرباط و مدافعة المجرمين فإنك مسؤول عن ذلك أمام الله.. فأعد لهذا السؤال جوابا..

لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)


التعليقات