أروى والأربعين ديوثاً ..

يرجى ملاحظة أن هذه المقالة من المقالات القديمة التي لا يتطابق تاريخ نشرها على الموقع مع تاريخ نشرها الفعلي

لم أدر ماذا حصل لي عندما كشفت عورة الأخت أروى؟! فقد أصابني شعور عجيب ومخزي مازال يلاحقني حتى الآن يوجعني ويؤلمني ويؤنب ضميري ويهين كرامتي.

وكلمات بعيدة تأتي مسرعة لتصدمني؛ حادة كأسنان الرماح؛ ثقيلة كأطنان الجبال؛ كلمات كأنها قيلت في مصر وما يحدث في مصر وما يراد بمصر.
 “ثم في مصر لأسراراً عجاباً _____ ليس سراً بعدما فضوا الحجابا “

وسؤالات ملحة ومخزية وفاضحة وكاشفة ..

ملحة لعجالة الحدث وفداحته، ومخزية لتعلقها بالعرض والعار الذي لحق به، وفاضحة لرؤية العالم كله لها، وكاشفة لأنها كشفت رذالة الأخلاق وانحطاطها قبل أن تكشف جسد تلك البريئة التي انتهكت عفتها وديست كرامتها.

سألت نفسي إذاً:

من عرى بنات البلد؟ الجيش؟ أم الرجولة الغائبة؟!
من كشف عورة أخواتنا؟ العسكر؟ أم فقهاء السلطان؟!
هل عائشة القذافي أخت فاضلة؟ وأروى المصرية ليست كذلك؟!
هل يحرم على المسلمة كشف وجهها فقط؟ ويحل لجنود المجلس كشف الباقي؟!
هل المُحَلَل له أسوء أم التيس المستعار “المُحَلِل”؟!
هل عرض المسلمة لا يساوي شيئاً إن لم تكن كما نريد؟!
هل ضرب حريمنا هو محاولة لكسر نفوسنا وتأديب رجولتنا وإهانة شرفنا وتأنيث رجالنا وتمريغ أنوفنا ؟!
هل فقد الناس كل المعاني الإنسانية التي جبلت عليها الجماعة البشرية؛ حتى تلك التي تحلت بها الجاهلية؟!

وفقهاء سلطان ولو لم يندبهم السلطان وحكماء فتنة لا حكمة فيهم ولا خلاق لهم وعلماء سوء لا يعلمون إلا ظاهراً من الحياة الدنيا؛ وأكثرهم:
 “في ظل عمياء جونة ترى الـ  _____ جور عدلاً أين لا أين تذهب؟! ” 

أولئك الذين لم يروا حمرة الدم القاني المهراق يسيل في طرقات مصر ولم تعلو وجوههم حمرة الخجل لعرض ينتهك يراه الناس كلهم فينتخون له ـ حتى الكفار ـ إلا هم ..

وأتباع سوء تعلموا الخنا من أسيادهم فقدوا غيرتهم ولم تعد جلودهم السميكة التي تربت على الذل والضيم تحس بألم العرض ووجع الشرف؛ ويظن أحدهم نفسه حصيفاَ وهو يتساءل ببلادة:
لماذا لبست كذا ولم تلبس كذا تحت عباءتها ؟! وكأنه يتسلى بما ظهر منها حتى راح يناقش تفاصيله؛ حتى كاد يقول: وما لون كذا وكذا ولماذا لم يكن لونه كذا ؟! حقاً؛ أخزاكم الله من مخانيث مُشكِلة يحار في حكمها الفقهاء. أما غير المُشكِلة منكم؛ فمؤنثة أشابه رجال يحوقلون من غير سبب ويمصمصون في غير عجب وهم يتسائلون:

ولماذا ذهبت هناك ولم تقر في بيتها ؟! وكأن البليد لم يعقل أنها لم يملأ الرجال عينها فراحت تسد مسدهم؛ وكأنه لم يعرف أنه ما استنسر البغاث الضئيل إلا عندما استنوق الجمل البغيل !!
ولم يسأل نفسه كيف يستنكر عليها نزول الميادين ولا يستنكر على ولاة أمره تعريتها وهتك عرضها!!
وكيف يفهم أعجمي القلب أعرابي اللسان وقد استغلقت فهوم سادته وكهنتة وخرست ألسنة متبوعيه وسدنته؛ وقد ربوه على همهمة في الطريقة وفلسفة غير عميقة!! فهم المرجعيات العظام لذا سكتوا عن كسر العظام!! وصدق والله من قال فيهم:

وإلى مصر قم نلق الملاحم ____ في وئام بين ظلم وعمائم
وفتاوى جالبات للولائم   _______  أكلوا بالدين والله المغانم

ليتهم صم وبكم وعمو

هذه القدوة كيف المقتدون؟! _____ ذلك العالم كيف الجاهلون؟!
كيف إن ضل الهداة المرشدون؟! ______كيف إن خان من الناس الأمين؟!
ومع اللص يلص الحارسون
ولا أدري كيف يكون شيخاً ولا عالماً أو ينتسب إلى دين الله أصلاً من ليس له غيرة ولا نخوة ولا شهامة ولا نصرة؟!
ولا كيف يكون إسلام من غير مروءة ولا رجولة؟!

 ” ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم “

التعليقات