انهزامية الطرح … وفقدان الجاذبية

إن خطورة التأصيل الإسلامى المنكسر والمنبطح يكمن في عرضه لهذا الدين بصورة مشوهة تدفع أصحاب النفوس الحرة والكريمة إلى النفور منه. فيصد عن اللحاق به كل من اتسم بالفاعلية والتأثير، ولا يجتذب إلا القطاعات بليدة الحس خاملة الحركة.
وأصحاب هذا الطرح يقومون بدور الأحبار والرهبان، حيث أنهم “لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ” فيتنعمون بمكاسب وامتيازات مقابل هذا الطرح. ثم هم “يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ” فيحرفون الناس عن سبيله الذى فيه جهاد الطغاة ومنابذة الطواغيت إلى سبيل الاستسلام والخضوع هذا من جهة، ومن جهة أخرى يكون الصد بما يشينون الإسلام به عندما يجعلونه مرادفا لذلهم وانهزامهم فينفرون منه الأباة الأحرار.

فعندما غاب أو غيب إسلام العزة و الثورة فى خمسينيات وستينيات القرن المنصرم، لم يجد بعض الشباب صاحب النخوة والثورة على الظلم بغيته إلا فى الشيوعية والاتجاهات اليسارية بما عندها من روح ثورية. فكان مدا يساريا شيوعيا عاتيا في الأوساط الشبابية .( الدكتور محمد عباس يؤرخ لهذه الفترة بل أحد نماذجها ) ونحن الان نشهد موجة ثانية شبيهة بهذه المرحلة يزهد فيها الشباب الثورى فى الطرح الإسلامي وقد كانوا بالأمس هم زاد الحركة الإسلامية بطبيعتها الثورية، مما قد يدفعهم للتوجه إلى مسارات أخرى بعيدة يجدون فيها مطلبهم.

ومن هنا فإني أرى أن فقهاء السلطان وشيوخ الانبطاح ودعاة الاستسلام وساسة المساومات أخطر على الإسلام من العلمانيين،لأن العلمانيون اللادينيون لن يستطيعوا تشويه صورته النقية الزاهية ولا صد الناس عنه وهو الذي يوافق فطرهم وعقولهم أما هؤلاء فكما قال تعالى “يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ


التعليقات