حسن ظن.. أم قلة فقه ؟!

كنت أقول لقد أجاب في الفتنة بعض كبار العلماء كيحيى بن معين وعلي بن المديني.. أعتذر بذلك عن بعض العلماء الساكتين في عصرنا (كان هذا قبل الانقلاب بالطبع).. وكان إنكاري يتركز في أن هذا رخصة ولا يجوز أن يروج بين أوساط الشباب أن هذا هو الأصل وأنه الحكمة وأن الصدع بالحق تهور..

حتى صدمنتني هذا الرواية في طبقات الحنابلة للقاضي أبي يعلى عن الإمام أحمد: (قال أبو بكر المروذي جاء يحيى بن معين فدخل على أحمد بن حنبل وهو مريض فسلم فلم يرد عليه السلام.. وكان أحمد قد حلف بالعهد أن لا يكلم أحد ممن أجاب حتى يلقى الله.. فما زال يعتذر ويقول حديث عمار وقال الله تعالى ” إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ” فقلب أحمد وجهه إلى الجانب الآخر فقال: يحيى لا تُقبل عذرا.. فخرجت بعده وهو جالس على الباب فقال: إيش قال: أحمد بعدي.. قلت: قال: يحتج بحديث عمار وحديث عمار: مررت بهم وهم يسبونك فنهيتهم فضربوني.. وأنتم قيل لكم: نريد أن نضربكم.. فسمعت يحيى بن معين يقول: مُر يا أحمد غفر الله لك.. فما رأيت والله تحت أديم سماء أفقه في دين الله منك). لله درك يا إمام.. كم من الأمور حسبناها حسن ظن وحكمة.. والحق أنها سذاجة وقلة فقه في دين الله !


التعليقات