الديمقراطية لا تنحصر في الصناديق!

البعض يريد أن يبرز للعالم أننا نؤمن بالديمقراطية حتى يدافعوا عنا أو بالأصح عن الديمقراطية التي يؤمنوا بها.. ولكنهم في الغرب يعلمون جيدا أن أسلمة الديمقراطية التي تنتهجها بعض الجماعات الإسلامية هي ديمقراطية منقوصة في نظر الغرب لأنها تتناقض مع فلسفة الديمقراطية العلمانية..

وهذا هو ما يحاول العلمانيون في بلادنا بثه في عقول وقلوب الناس أن الديمقراطية مبادئ قبل أن تكون آليات.. والديمقراطية لا تنحصر في الصناديق.. الخ.

وسبب هذا اللبس أن الديمقراطية كفلسفة تعطي حق التحليل والتحريم (سلطة التشريع) للشعب من دون الله.. وهو الكفر بعينه.. ولكنها كآلية تصف شكل الدولة وتنظم العلاقة بين سلطاتها منتج بشري يختلف من دولة لدولة فهو لا يحكم عليه بكفر وإيمان وإنما بخطأ وصواب..

إن محاولة الاستمرار في الدفاع عن الديمقراطية وإلباسها ثوب الإسلام هي في حقيقتها تلبيس على الناس.. وتغييب لحقيقة الصراع بين العلمانية والإسلام.. فكلاهما عقيدة أو بحسب تعبيرهم (إيديولوجيا) مستقلة بذاتها تشتمل في منهجها على مبادئ وآليات.. ووجود نقاط مشتركة لا يستدعي التمييع وإلباس كل منهما ثوب الآخر..

دورنا أن نجمع الناس على الإسلام من جديد ونبرز له الفروق بين الأنظمة العلمانية التي تعتمد الديمقراطية (كفلسفة وآلية معا) تتماشى مع التصور العلماني وبين الإسلام باعتباره منهج حياة شامل يتأسس على عقيدة الاستسلام لله والانقياد لأمره والإذعان لشرعه!

إن التمايز وإقامة الفرقان بين الحق والباطل من أهم سمات المرحلة.. وهو الفريضة القرآنية الواجبة في هذا الوقت والتي تتلخص في تبيين الحق وعدم كتمه.. وأن لا نكون من الذين يلبسون الحق بالباطل.. فنقع فيما وقع فيه أهل الكتاب قبلنا.. (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).


التعليقات