ويبقى الوعد لأمتنا

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فمرة أخرى يعطي من لا يملك لمن لا يستحق، إذ يأتي بعد مائة عام من وعد بلفور الأثيم، وعد ترامب رأس العصابة الصهيونية في الإدارة الأمريكية، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف، كعاصمة معترف بها لدولة الاحتلال الصهيوني .
وإن الجبهة السلفية بمصر تؤكد على ما يلي :

أولا : هذا التصرف من الإدارة الأمريكية، يأتي في سياق محاولة التغطية على فضائح ترامب وإدارته، كما يأتي بعد الاطمئنان إلى استسلام الحكومات العربية للعدو الصهيوني وحليفه الأمريكي. لكن هذا القرار نفسه هو ما يكشف التواطؤ على مقدسات الأمة، ويمهد لتغيير الأنظمة العميلة، تمهيدا لتحرير فلسطين، ويحتم إلغاء مسارات التفاوض الاستسلامي مع الصهاينة، بما يتضمن إلغاء اتفاقية أوسلو حول فلسطين، وإيقاف كل خطوات التطبيع مع العدو. فإننا جسد واحد، ترتبط معاناته بالأساس بقضية فلسطين، ولا تنفصل عنها .

ثانيا : كما أن هذا القرار يمنحنا فرصة هامة، لإعادة القضية الفلسطينية إلى رأس أولويات أمتنا المسلمة. بعد أن ألهيت شعوبنا بأحداث متلاحقة، في مشهد إقليمي ساخن، فخفت زخم قضية فلسطين والأقصى، مما أوهم العدو أنها فرصة مواتية لاتخاذ خطوات أكثر تسارعا وتطرفا. كما يحتم الالتفاف حول خيار المقاومة والجهاد، لأنه الخيار الوحيد الذي أثبت فعاليته في استرداد حقوق الأمة .

ثالثا : إن الاعتقاد الصحيح، والتصور الشرعي الأساسي، يقتضيان رفض التفريط في أي شبر من أرض المسلمين، خاصة إذا كانت من مقدساتنا. فالواجب على العلماء والدعاة والقادة إحياء هذه العقيدة، وبث هذا الوعي، في جموع المسلمين، مهما كلف من أثمان، وحمل من أعباء.

رابعا : فهذا الوعد الباطل، وما يشبهه، لا شرعية ولا قيمة له، وإنما استناده على القوة، التي تغير الواقع على الأرض. فلا شرعية لما يسمى بإسرائيل، إنما هي فلسطين، ولا قدس غربية وشرقية، إنما القدس الشريف المحتل، مثله مثل تل الربيع وأرض 48 و67 ، كلها أراض إسلامية عربية محتلة واجبة التحرير .

خامسا : والواجب على المسلمين أفرادا وجماعات، أن يسعوا إلى تقويض هذه المخططات وإفشالها، كل بحسب قدرته. فإن الخلل في موازين القوى قد فرض علينا جميعا واقعا صعبا، يتفاوت فيه الواجب من الجهاد الشرعي الصحيح والمنضبط ضد العدو، ودفعه عن ديارنا وأمتنا، إلى دعم المقاومة بكل أشكالها، مع مقاطعة المحاربين دون إضرار بالمسلمين، ومع نشر التوعية بالقضية وإحياء مفاهيمها، بكل وسيلة ممكنة، حتى تمتلئ الجدران والبيوت ووسائل التواصل الاجتماعي بها .

سادسا : نوجه تحية واجبة لإخواننا المقدسيين، ولعموم أهل فلسطين، الذين يحملون الهم الأكبر، وهم رأس الحربة في هذه المعركة. وندعوا لهم بالثبات والقوة في مواجهة العدو الغاصب .

سابعا : وأخيرا، إننا لن نسلم أبدا لليهود، لا بفلسطين، ولا بالقدس، ولا بأي أرض إسلامية تحت الاحتلال. ونطالب أبناء أمتنا في كل مكان حول العالم، أن يعبروا عن رفضهم هذا، بكل الطرق التي يقدرون عليها، إحقاقا للحق، وإبطالا للباطل. إنه مهما تطاول الظلم معتمدا على القوة، فحقنا ثابت لن يسقط، وقضيتنا حية لن تموت، والقدس لنا لا محالة بإذن الله وبسواعد أمتنا.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

الجبهة السلفية بمصر
19 ربيع أول 1439هـ  ــ الموافق 8 ديسمبر 2017م


التعليقات