معركة الموصل

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
إزاء المعركة الوحشية في الموصل والتي اجتمعت فيها قوات التحالف الدولي الصلبيية، مع ميليشيات الحشد الرافضية وقوات البشمركة العلمانية والقوات العراقية العميلة، في حرب إبادة لأهل السنة هناك، فإن الجبهة السلفية تؤكد على ما يلي: –
إن الحقيقة الواضحة في تلك المعركة، هو أن هذا الحشد العسكري والإعلامي الهائل ليس موجها لتخليص الموصل من تنظيم الدولة كما هو المعلن، وإنما هي معركة تستهدف المدينة ذات الأهمية التاريخية والسياسية باعتبارها معقلا للوجود السني العربي في شمال العراق، وثاني أكبر مدنه، مما جعلها على مدار التاريخ نقطة صراع مركزية للقوى المتنازعة في المنطقة.
أما على المستوى الإقليمي فإن الموصل بأغلبيتها السنية الكاسحة في سكانها الذين يقاربون المليوني إنسان، تمثل تكتلا سنيا مهما يعمل كحاجز ديموغرافي بين مناطق الشيعة وجنوب تركيا، وكذلك فهي كتلة متوسطة تمنع الوحدة الكردية بضم شمال غرب العراق إلى شمال شرق سوريا – وهذه الوحدة الكردية تمثل تهديداً مباشرا لتركيا ابتداء – .

إن ما يزعمه ذلك التحالف من جرائم لتنظيم الدولة – بغض النظر عن مصداقيته من عدمها – ليس سوى تغطية على النوايا المضمرة لكل طرف من أطراف التحالف الذي أعلن المعركة على الموصل.

كما أن ما يزعمون وما تردده أدواتهم الإعلامية ليس شيئا يذكر بجوار الجريمة التي تحدث حاليا، والكارثة الإنسانية البالغة التي ستترتب عليها. فأي جريمة توازي قصف الأبرياء، وإطلاق يد ميليشيات الحشد الطائفي الإيرانية الدموية لتعيث في دماء أهل السنة في الموصل بالتعذيب والقتل؟! وأي جريمة توازي التسبب في تهجير مئات الآلاف من السكان الآمنين؟! ثم إن نفس التحالف الذي يمارس هذا الإجرام ويستبيح دماء أهل السنة، يحاول التنصل من جرائمه باتهام تنظيم الدولة باتخاذ دروع بشرية من المدنيين، وبتبرعات ومخيمات مزعومة للّاجئين، بينما لا يُقتل هؤلاء المدنيون إلا بقصف التحالف وقذائف الميليشيات، ولا ينزح اللاجئون إلا هروبا من تلك المعركة التي أطلقها التحالف. –

لهذا؛ فإن مقتضى الشرع والعقل والإنسانية، هو الوقوف ضد هذا المخطط الإجرامي بكل السبل الممكنة، وتوعية الأمة بحقيقته، والوعي بأن السياق الحالي ليس هو سياق إظهار موافقة أو رفض لتنظيم الدولة وسياساته. وإنما هو مساندة أهلنا في الموصل ودعمهم، وتقديم مصلحتهم على ما سوى ذلك، كجزء أصيل من أمتنا المسلمة، فلا يسع المسلم إلا أن يحقق الولاء لهم والبراءة من المشركين الذين يحاربونهم على هويتهم الدينية.


التعليقات