الهوية حقيقة الصراع

بيان من انتفاضة الشباب المسلم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

إن الصراع الممتد مع الطغاة المجرمين أصحاب الانقلاب الدموي له حقائق واضحة لا تخفى على صاحب الوعي ومن كان له قلب.

غير أن الله عز وجل بقدره يأذن كل يوم بكشف المزيد من الحقائق، فكما جاءت التسريبات السابقة للانقلابيين فاضحة لهم وكاشفة عن إجرامهم وتهاويهم؛ فإن تسريب وزير الداخلية الذي خرج بالأمس يؤكد عددا من الحقائق:

– عندما سبقنا في الدعوة ل”انتفاضة الشباب المسلم” وثورة المصاحف والخروج من المساجد، لإبراز الهوية الصحيحة الواضحة لصراع الأمة مع أعدائها، كان هذا برؤية كلية منا لحقيقة الصراع مع الانقلاب الذي يخوض حربا ضد الإسلام في مصر والمنطقة. وأن الإسقاط الحقيقي له يبدأ بكشف حقيقته؛ إيمانا منا بأن الثورة الفاشلة هي تلك التي لا هوية لها، وميوعة هذه القضية التي بدأ التطاحن فيها منذ الإعلان الدستوري هي ما أدت لقيام الثورة المضادة بانقلاب يوليو 2013 .

– يأتي التسريب ليؤكد أنه على الرغم من تأخر الواقع وتخلفه عن تصحيح مسار الثورة، فإن الانقلاب في المقابل كان يعلم جيدا –وما زال- خطورة هذه الراية إذا رفعت في مواجهته. وأنه لن يتوانى عن إطلاق الرصاص الحي على أبواب المساجد حتى يمنع الناس من الخروج منها حاملين للمصاحف. وأنه رغم استهانته الواضحة بحرمة المساجد والدماء والمصاحف؛ إلا أنه يخشى من بيان تلك الحقيقة وتعزيز تلك الصورة عنه.

– ويؤكد التسريب على أن محاولات تشويه الانتفاضة باعتبارها جاءت للتغطية على محاكمة مبارك إنما هي تسير في نفس المسار الذي أراده الانقلاب لها، وهو محاولة وأدها وردعها بالدم، وعدم السماح لها بمجاوزة أبواب المساجد.

– وكما يكشف التسريب أيضا -لكل من لا يزال مخدوعا- حقيقة خيانة قيادات الجيش والشرطة للأمة والثورة منذ ما قبل الثلاثين من يونيو، وأنها لم تكن سوى انتقاما من المصريين وما قاموا به من إسقاط لهيبة بلطجية الداخلية في ثورة الخامس والعشرين من يناير. وأن الدولة بعد الانقلاب إنما تديرها هذه العصابة؛ فتتحكم في مقدراتها وسياساتها وأموالها بما سماه الوزير المجرم “بالعافية وقلة الأدب”.

إن هذه الحقائق التي تنكشف كل يوم، إنما تنبه على أمرين:

– أن ضبط مسار الصراع وتحديد أولوياته وثوابته حتمية للثبات في هذا الصراع وإسقاط هؤلاء الطغاة.

– وأن الإدراك المتأخر لحقائق الصراع ومساراته هو تكرار لأخطاء الماضي ومآسيه.

وأخيرا؛ وكما كانت رؤيتنا للصراع سابقة، فإننا نؤكد على أن من أهم مكتسبات “انتفاضة الشباب المسلم” هو رفع الراية النقية وتقديم القدوة التي تحملها وتتحمل في سبيلها الصعاب. كما نؤكد أننا ثابتون في طريقنا، وأن الأحرار الذين خرجوا من المساجد يرفعون مصاحفهم لن يرهبهم الإجرام السلطوي والاعتقال والمطاردة.
والله يقول الحق وهو يهدي السبيل

انتفاضة الشباب المسلم


التعليقات