خاطرة حول سورة الفجر

الفجر ، ليال العشر ، الشفع والوتر ، الليل إذا يسر

معالم ملحمة الأقدار وتغاير وجه الزمان تتبدى في إقبال النهار “الفجر” وإدبار الليل شيئا فشيئا “إذا يسر” ، خاصة أيام عظيمة “ليال عشر” وما يتبعها من يومي عرفة فالنحر “الشفع والوتر” ، فتدبر سنن الله في الكون بصيرة لذوي الألباب لوعي سنن تدافع الحق والباطل .

ثم تامل صور الطغيان والباطل وتنوعها بين الطغيان بقوة الأجساد أو قوة الصناعة والبناء أو قوة القهر والبغي وكلها تشترك في تجاوز الحد والبغي الذي يستجلب عذاب الله .

هذا الطغيان يبدأ على مستوى النفس عندما تتمحور حول ذاتها وتتشوف للتملك والعلو ، فإذا أُعطي المرء فرح وإذا حُرم سخط ، وليس هذا ميزان الحق ، وهذا الخلل على مستوى النفس يزداد حتى يستولي حب المال على النفس وتموت الرحمة ومعاني الإنسانية في النفس فلا ترحم يتيما أو مسكينا .

هكذا تتأسس دول الطغيان على مستوى المفاهيم والأخلاق والقيم فيتحول المجتمع إلى صورة مشوهة من الوجود الإنساني في تجانس بين اتباع الشهوات والطغيان ثابت.

هذه النفوس المشوهة لا تقبل نصح أو توجيه حتى يأتي يوم الحق لتذوق هذه النفوس ويلات أفعالها وحيدة ذليلة.

وفي ظل هذه الملحمة تنجو نفوس مطمئنة لوعد الله وبمعية الله وباتباع أمره ، فهنيئا له رضاه بقدر الله ورضا الله عنها وقربه وجنته.

إنها ملحمة الفجر حيث يدبر الليل ويُقبل النهار حريٌ بأولي الألباب تدبرها للتفقه في سنن الله في الأزمان .

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون


التعليقات