موقف الجبهة السلفية من مبادرة حسن نافعة للحوار الوطني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..

تلقت الجبهة السلفية دعوة لحضور ما سمّي بالاجتماع الأول للحوار الوطني في 9 أغسطس المقبل بمبادرة من الدكتور حسن نافعة. ووصفت الدعوة التي وجهت للجبهة في ثناياها ما نعيشه بأنه “صراع سياسي” وأن سبب الدعوة هو “لمناقشة الأزمة الراهنة في مصر وسبل حلها وإنقاذ الوطن مما هو فيه” و”لدراسة فكرة المصالحة الوطنية وأهم البنود التي يجب أن تستند إليها من أجل أن تتم بنجاح ودون اشتراطات سابقة من أحد”.
وبعد دراسة هذه الدعوة وما وراءها؛

فإن الجبهة السلفية تعلن رفضها لهذه الدعوة وأشباهها، وتؤكد على الحيثيات الآتية:

أولا: النظام الحالي القائم جاء عن طريق الاعتداء على إرادة المصريين واختيارهم، وعلى إراقة دمائنا في الشوارع، وحبس أحرارنا في السجون، بل وعلى التعدي على النساء الطاهرات وهتك أعراضهن. وهدفه اﻷول هو تدمير معنى الإرادة الشعبية التي كانت أعظم مكتسبات ثورة يناير، وبالتالي فليس هناك سبيل للتصالح معه إلا بمحاسبة كل رموزه وقادته بل وأفراده على ما ارتكبوه من جرائم في حق الشعب المصري، وإعلاء قيمة الإرادة الشعبية بحيث لا يتم حل أي مؤسسة منتخبة إلا بالرجوع إلى الشعب الذي انتخبها.

ثانيا: بالتالي؛ فإن توصيف المشهد بأنه “صراع سياسي” كما ورد في الدعوة هي إهانة لدماء الشهداء وحقوق المظلومين. وهي أيضا تسطيح مقصود لحقيقة الصراع المعلومة للجميع؛ أن الصراع في جوهره هو على الهوية الإسلامية والعقيدة، وهو ما تجلى واضحا في تصريحات رموز الانقلاب الصريحة السافرة، وفي جرائمهم التي استهدفت مظاهر الدين ورمزياته بالاعتداء المباشر، في محاولة لمسخ ثوابت الأمة وهدمها.

ثالثا: موقفنا من أي مبادرة أو حوار هو الترحيب والمشاركة فيها، طالما كانت هادفة لتحقيق مطالب الثورة، وطالما كانت مع من لم تتلوث أيديهم بالاعتداء على دماء وأعراض المصريين بأي شكل كان هذا الاعتداء. وأما عن هذه الدعوة؛ فالأطراف المشاركة فيه ليست محايدة حتى نقبل دعوتها لحوار يزعمون أنه وطني، ويدعون فيه اﻷحزاب الإسلامية التي طالما صرحوا بعدائهم لها ومطالبتهم بحلها، فنحن بالطبع لا نثق فيهم ولا في دعوتهم المشبوهة التي تهدف لإبعاد كل ما هو إسلامي عن الساحة السياسية المصرية.

رابعا: الهدف وراء مثل هذه الدعوات المشبوهة في الحقيقة هو تفتيت قوى التحالف الوطني لدعم الشرعية، واستدراج هذه القوى لتشويهها، وتخدير الحراك الشعبي الذي يفقد الانقلاب القدرة على شرعنة أوضاعه، ويقض مضاجع سفاحيه. كما أن هذه الدعوات مزيد من محاولات يائسة لتجميل صورة الانقلاب والبحث عن مخرج آمن لقياداته من خلال مثل هذه الدعوات الملوثة بالدماء.

خامسا: هذه المحاولات هي رسالة للأحرار الثائرين في الشوارع والميادين، ولكل رافض للظلم، أن كل الدماء التي أسالها الانقلاب لم تنجح في إيقافنا. وأن الحراك الثوري مستعص على الإنهاء بالرصاص والدم والاعتقال، وهم يرجون أن تنفع معه الطرق الملتفة المشبوهة. لذا فنحن على ثقة من نصر الله ومن وعي الأحرار القادر على إفشال سعي المجرمين.

والله يقول الحق وهو يهدي السبيل
الجبهة السلفية بمصر
الأحد 7 شوال 1435 هـ الموافق 3 أغسطس 2014 م


التعليقات